مسؤول أمريكي سابق في الناتو لــ نورث بريس : أمريكا حريصة على ديمومة الاستقرار في شمال شرقي سوريا
واشنطن – NPA
قال السفير الأمريكي السابق لدى حلف الشمال الأطلس “الناتو”، نيكولاس بيرنز، أن مهمة القوات الأمريكية شمال سوريا هي مقتصرة على منع تقدم أو عودة تنظيم الدولة الإسلامية، كما وصف مضي أنقرة في صفقة منظومة S-400 “بالطعنة في الظهر”.
وأوضح بيرنز لــ “نورث بريس” أنه ربما يكون الواقع الميداني الجديد مقدمة لحرص أمريكي على عدم تغيير توازنات القوى في تلك المنطقة تحسباً لموجات جديدة منالإرهاب أو الفوضى.
وتشير التقديرات إلى انتشار قرابة 2000 جندي أمريكي في في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في إطار الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشوب الغموض الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، مع تلويح واشنطن بسحب قواتها من سوريا بشكل متكرر، تزامنا مع استمرار إرسال التعزيزات العسكرية.
ويؤكد المسؤولون الأمريكان أن انسحاب قوات بلادهم من سوريا مرتبط بتحقيق انتقال سياسي حقيقي في البلاد و إنهاء الوجود الإيراني وضمان عدم عودة تنظيم الدولة.
وشغل بيرنز، الأستاذ في جامعة هارفارد، ثالث أعلى منصب في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وكان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية بين عامي 2005 و 2008.
وفيما يتعلق بعزم تركيا عقد صفقة منظومة صواريخ S-400، انتقد بيرنز تعاطي حلف الناتو مع تركيا، قائلا “ترك حلف الناتو حليفته تركيا ولم يقدم لها الحماية اللازمة والكافية”.
لكنه يرى أن يترتب على أنقرة تخفيف التوتر وعدم الذهاب باتجاه شراء منظومة الصواريخ الروسية “لأنها خطوة من الصعب الرجوع عنها والحفاظ على العلاقات [مع الناتو] بعدها”.
وعلى الرغم من قلق السفير السابق بيرنز من توتر العلاقات التركية الأمريكية، إلا أنه يرى قيام تركيا بالمضي قدماً في صفقة الصواريخ “طعنة في الظهر للولايات المتحدة وشرخ صعب إزالته”.
من جانبها، وصف كبيرة مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعلاقات الدولية، جولنورأيبيت، معارضة واشنطن لإنجار أنقرة لصفقة منظومة S-400 ب”الأمر الخطير”
وقالت أيبيت ” تركيا ليست مقيدة ولديها الكثير من الخيارات، و قد تُجبر على اللجوء إلى شركاء آخرين”.
وجاءت تصريحات المستشارة أيبيت في ندوة في ناشيونال بريس كلوب نظمتها “جمعية توركيش هاريتيج” (جمعية التراث التركي)، جمعتها مع السفير الأمريكي، حول معارضة إدارة ترامب لنشر منظومة الصواريخ الروسية.
وأشارت إلى أن تركيا لم تتلقى عرض “الباتريوت” الا بعد أن أنهت صفقة شراء منظومة صواريخ S-400 ، مضيفةً ” أمريكا رغم تسليحها وحدات حماية الشعب، رفضت تزويدنا بالمنظومات الدفاعية التي نحتاجها”
وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن على خلفية مضي أمريكا في دعم قوات سوريا الديمقراطية، الخطوة التي تعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها القومي، وإصرار الرئيس أردوغان على إتمام صفقة الصواريخ مع موسكو رغم التحذيرات الأمريكية الشديدة.
وأكدت أيبيت أن تركيا لن تستجيب وتشتري “منظومة باترويت” الآن بعد “أن أهملت واشنطن الطلب لوقت طويل، غير آبهة بالمخاوف الأمنية للبلاد”، على حد قولها.
وبعد أن كانت ادارة أوباما قد رفضت بيع منظومة “باتريوت” الدفاعية لتركيا، عرضت ادارة ترامب على تركيا شراء نظام صواريخ باتريوت الأمريكي بدلاً من منظومة صواريخ S-400 ، بحجة أن المنظومة الروسية تتعارض مع أنظمة طائرات F-35، بما في ذلك تعريض التكنولوجيا الأمريكية للتجسس من قبل الروس.