إسطنبول ـ نورث برس
لا يزال مسؤولون في الجيش الوطني السوري ينفون إرسال تركيا لعدد من مقاتليهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق، رغم أن إعلان ذلك مراراً من قبل مصادر تركية وليبية وسورية معارضة.
ووصف العقيد إسماعيل أيوب، وهو معارض سوري، في حديث لـ “نورث برس”، كل مقاتل سوري يذهب للقتال في ليبيا أو غيرها بأنه “مرتزق”.
وأعرب عن أسفه الشديد لذهاب عدد من مقاتلي “الجيش الوطني السوري” للقتال في ليبيا إلى جانب تركيا بدلاً من القتال في سوريا.
وشدد “أيوب” أن موضوع إرسال مقاتلين من “الجيش الوطني السوري” للقتال في ليبيا، لم يعد يخفى على أحد، فتركيا أخذت مقاتلين سوريين من (الجيش الوطني) مقابل راتب معين إلى جانب آخرين متطوعين، وبالإضافة للحديث عن /3000/ مقاتل تقريباً ذهب قسم منهم وعاد بعضهم فيما بقي آخرون هناك”.
وكان الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني السوري”، يوسف حمود، قد قال الأربعاء الماضي، إنه حتى الآن لم يغادر أي مقاتل من الجيش الوطني سوريا للقتال في ليبيا، وفي حال غادر مقاتلون باتجاه ليبيا فهم خارج إطار مؤسسة الجيش الوطني”.
ويحاول “الجيش الوطني” مراراً وتكراراً نفي إرسال جنود له إلى ليبيا لدعم طرف على حساب آخر مقابل مبالغ مالية تدفعها لهم من قبل تركيا.
لكن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، قالت الشهر الماضي إن “تركيا أرسلت نحو /4000/ مرتزق سوري إلى ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي”.
وأضافت الوزارة، في تقرير خاص بعمليات محاربة الإرهاب في إفريقيا، أن تركيا قدمت أموالاً وعرضت الجنسية على آلاف المقاتلين مقابل المشاركة في النزاع بليبيا إلى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس.
وذكر التقرير، أن /300/ مقاتل سوري وصلوا إلى ليبيا في نهاية نيسان/أبريل الماضي.
وحول إنكار مسؤولين في المعارضة إرسال مقاتلين إلى ليبيا، قال العقيد إسماعيل أيوب إن “تركيا لا تنكر ذلك وكل وسائل الإعلام تتحدث عن ذلك، حتى أن أحد الضباط من فصائل المعارضة خرج على إحدى شاشات التلفزيون وهو من إدلب وقال إن ليبيا لها دين برقبتنا وسنذهب لنحارب مع حكومة السراج”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في تصريحات صحفية في شباط/ فبراير الماضي، عن وجود مقاتلين من “الجيش الوطني” إلى جانب مدربين أتراك، كما اعترف بسقوط قتلى للجيش التركي في ليبيا.
وقال أردوغان آنذاك: “ذهبنا إلى ليبيا بمقاتلين من الجيش الوطني السوري، ولا نزال مستمرين في قتالنا، كما سقط عدد من القتلى في صفوف الجنود الأتراك”.
وأثار هذا التناقض بين إعلان أردوغان عن وجود عناصر من “الجيش الوطني” في ليبيا للقتال إلى جانب الجيش التركي، وبين نفي قيادات “الجيش الوطني”، جدلاً واسعاً بين الناشطين السوريين وحتى بين أوساط المعارضة التركية نفسها.
وكانت مصادر ليبية قد أكدت وجود “مرتزقة سوريين” أرسلوا من تركيا للقتال في ليبيا، مشيرة إلى اعتقال عدد منهم، كما أن بعض الناشطين السوريين نشروا مقاطع فيديو قصيرة تظهر اعتقال الجيش الليبي لعدد من المقاتلين السوريين الذين اعترفوا بإرسالهم من تركيا للقتال إلى جانب القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية.