روسيا وتركيا تتوصلان لاتفاقية جديدة بخصوص منظومة (S-400).. ومحلّلون يوضحون الأهداف

إسطنبول – نورث برس

قال رئيس مجلس إدارة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أمس الأحد، إن روسيا وتركيا توصلتا إلى اتفاقٍ من حيث المبدأ بشأن توريد المجموعة الثانية من المنظومة (S-400).

ويطرح الاتفاق الجديد المُوقَّع بين روسيا وتركيا على توريد دفعة ثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية، العديد من التساؤلات حول توقيتها بالتزامن مع الأحداث الدائرة في ليبيا ومنطقة إدلب السورية.

ويأتي الاتفاق الجديد تتمةً للعقود السابقة في المجال العسكري بين الجانبين، وخاصةً في موضوع (S-400)، حيث أن الاتفاق الذي وُقِّع بين الجانبين عام 2017، كان يراعي إمكانية بيع منظومات إضافية بعد تنفيذ العقد الأول عام 2019.

وقال سامر إلياس، وهو محلل سياسي مختص بالشأن الروسي، لـ”نورث برس”، إن “العقد الجديد يأتي تنفيذاً لمذكرة التفاهم الأولى عام 2017، والتي تنصُّ على أن تركيا يمكنها أن تشتري كميات إضافية من هذه المنظومة”.

وأضاف أن “الطرفين ربما لن يقدِّما تنازلات إضافية، ولكن الجانبين يكسبان من هذا الموضوع”.

ويكسب الجانب الروسي الترويج لأسلحته وبأنه يستطيع تزويد أي طرف بالعالم يرغب بشراء السلاح الروسي، وتأمين دخل إضافي للمؤسسة العسكرية الروسية، بحسب “إلياس”.

أما فيما يتعلق بالهدف التركي من وراء تلك الاتفاقية، فقال “إلياس” إن “تركيا تقول لأميركا بأن لديها خيارات إضافية في موضوع التسليح، وأنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع الجانب الروسي”.

ويتزامن عقد الاتفاقية بين الطرفين مع تطورات متلاحقة تشهدها منطقة إدلب السورية، في ظل الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة لقوات الحكومة السورية وبضوء أخضر روسي، إضافة للأحداث الجارية في ليبيا والأخرى التي تجري شرقي المتوسط.

ولا يعني توقيع الاتفاقية، بحسب “إلياس”، أن الخلافات بين روسيا وتركيا قد انتهت أو غير موجودة بما يخص ملفي سوريا وليبيا على وجه التحديد، حيث أن “الحضور الأمريكي في ليبيا أثَّر على دور الطرفين وأضعفهما بشكل أو بآخر”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “العلاقات المبنيّة بين روسيا وتركيا بُنيت أساساً على قواعد لها علاقة بفصل الملفات البراغماتية السياسية لقيادتي البلدين”.

وأشار إلى أن هناك خلافات بين روسيا وتركيا لها علاقة بسوريا وليبيا وأذربيجان وشبه القرم والحرب شرقي أوكرانيا، والبحر الأسود وجورجيا، “ولكن كل ذلك لم يعطِّل إمكانية أن يتواصل الطرفان ويحلا القضايا الخلافية فيما بينهما على مبدأ فصل الملفات”، حسب “إلياس”.

وفي الـ/25/ من تموز/يوليو لعام 2019، أتمّت تركيا المرحلة الأولى من تسلّم منظومة الدفاع الروسية (S-400)، رغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.

وفي سياق الأهداف التركية من وراء هذا الاتفاق، قال هشام جوناي، وهو محلل سياسي تركي، لـ”نورث برس”، إنه “بالنسبة للعلاقات التركية-الروسية، فأعتقد أنها شهدت الكثير من الخلافات والمصالح المشتركة، والعلاقات الاقتصادية، وكل هذه الأمور استمرت وكان الخلاف مستمراً في سوريا أيضاً”.

واستبعد “جوناي” أن يكون الخلاف بين روسيا وتركيا في سوريا وليبيا، والحرب الدائرة هناك يعرقلان المصالح المشتركة في قطاعات أخرى بين موسكو وأنقرة.

وتريد تركيا من خلال الصفقة الجديدة، “إرسال رسالة مباشرة لحلف شمال الأطلسي وأميركا والاتحاد الأوروبي، أكثر من أن تكون شيئاً متعلقاً بالموضوع الدائر بسوريا، حيث المستجدات الأخيرة شرقي المتوسط والخلافات بين تركيا واليونان ومصر”، بحسب “جوناي”.

وفي شهر تموز/يوليو لعام 2019،  قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، إن “تركيا لا يمكن أن تستغني عن منظومة الدفاع الجوي (S-400) والصفقة التي عقدتها مع روسيا في هذا السياق”.

وأضاف: “لم تعطنا أميركا منظومة الباتريوت، فعقدنا صفقة مع روسيا، ولا يمكننا أن نستغني عن (s-400)”.