سكان من السويداء يستنكرون قطع المياه عن الحسكة ويطالبون الروس بموقف
السويداء – نورث برس
لاقى قطع المياه عن مدينة الحسكة من قبل تركيا والفصائل المعارِضة المسلَّحة التابعة لها في مدينة سري كانيه استهجاناً واستياءً كبيرين لدى سكان وشخصيات من محافظة السويداء، جنوبي سوريا، حيث عبّروا عن وقوفهم إلى جانب سكان الحسكة في هذه الظروف.
وقال عبدي عامر (٥٠ عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، لـ”نورث برس”: “نقف إلى جانب أهلنا وأخوتنا في مدينة الحسكة، الذين يمرّون بظروف قاسية جراء قطع تركيا الأردوغانية والمجرمة، للمياه عن السكان”.
وأضاف أنه يجب على سكان شمالي سوريا “وضع خطط وتدابير مائية آمنة”، لمواجهة أي محاولة أخرى لقطع المياه عنهم، وعلى جميع الفعاليات المدنية والأهلية والحكومية الخروج إلى الشوارع والساحات للتنديد “بسياسات أردوغان الرعناء والعدوانية تجاه سكان شمال شرقي سوريا”، على حدِّ قوله.
وكانت القوات التركية قد أوقفت، قبل أكثر من أسبوعين، تشغيل محطة علّوك بريف سري كانيه، لتقطع المياه عن مدينة الحسكة وريفها للمرة الثامنة منذ سيطرتها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض شمالي سوريا أواخر العام الماضي.
وقال طالب نصر (٤٥عاماً)، وهو مهندس جيولوجيا وموظف في مؤسسة المياه بالسويداء، لـ” نورث برس”، إن “تركيا تقترف بتصرفاتها هذه أبشع أنواع الابتزاز السياسي ضد أخوتنا الكرد، لتفرض عليهم سياسة الأمر الواقع، لكن هذا الأمر لن يغيّر أي شيء على الأرض”.
وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري، لوضع حدّ لما وصفه بـ”عربدة أردوغان الإخوانية”.
وأضاف: “أنا كمهندس جيولوجيا، ويشاركني في ذلك عدد كبير من زملائي، أضع خبرتي المتواضعة في خدمة أهلنا في الحسكة وذلك بالعمل في آبار المياه واستكمالها والتي سيضعونها في الخدمة خلال الأيام المقبلة كما علِمت”.
وكانت سوزدار أحمد، الرئيسة المشاركة للمديرية العامة لمياه الشرب في الحسكة والتابعة للإدارة الذاتية، قد قالت، قبل يومين لـ”نورث برس”، إن مشروع آبار الحمّة شمال غرب الحسكة لو دخل الخدمة، سيستطيع تأمين نحو /50/ بالمئة فقط من حاجة الحسكة للمياه.
وقال رأفت زينية (٤٢عاماً)، وهو ناشط سياسي ومدني من السويداء: “أستغرب غياب الموقف الروسي تجاه سياسات تركيا الهمجية في استخدام المياه كسلاح ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ في مدينة الحسكة، أليس أردوغان وبوتين أصدقاء؟ أم أنّ هذه مؤامرة تستهدف أخوتنا الكرد؟!”
وكان المكتب الإعلامي لدار طائفة المسلمين الموحدين الدروز قد قال أمس الأحد، لـ”نورث برس”، إنّ تركيا بهذه الأعمال الشائنة لا تحارب مكوِّناً واحداً فقط بل تضع نفسها عدواً لكل مكوِّنات الشعب السوري، وإن ما يحصل من تعطيش للشمال السوري “هو استهانة بالإنسان السوري، وما يؤذي أهلنا في الحسكة يعتبر أذيّة لكل أبناء السويداء”.
كما قالت مروة أبو عساف (٤٢عاماً)، وهي ناشطة مدنية في منظمة “توليب” الداعمة للمرأة، لـ”نورث برس”، إن “على جميع المنظمات المدنية والأهلية في محافظة السويداء، الضغط على الجانب الروسي، ليكون له موقف واضح وضاغط على تركيا، لوضع حدٍّ نهائي لقطع المياه عن سكان شعبنا في الشمال”.
وأضافت أنّ “رأس العين منطقة سورية، وآبار علّوك أيضاً، فبأي حق يقطعون المياه عن مدينة الحسكة وريفها؟”