قطع المياه عن الحسكة يهدد /70/ ألف شجرة بالجفاف

الحسكة – دلسوز يوسف/هوشنك حسن – نورث برس

ينهمك عشرات العمال في الكثير من المنصِّفات والشوارع الرئيسية في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحفر الآبار بطلب من مديرية البيئة في الإدارة الذاتية بغرض سقاية الأشجار التي تواجه خطر الجفاف مع قطع المياه عن المدينة.

وتشهد مدينة الحسكة وأريافها منذ أكثر من أسبوعين قطعاً تاماً للمياه نتيجة إيقاف القوات التركية ضخ المياه من محطة علّوك بريف سري كانيه.

‎ومنذ أكثر من أسبوعين، قطعت تركيا المياهَ عن سكان الحسكة وريفها للمرة الثامنة منذ سيطرتها، بمساعدة الفصائل المسلّحة التابعة لها، على منطقتي سري كانيه وتل أبيض أواخر العام الماضي.

وعرَّضَ قطع المياه السكانَ، ولا سيّما الأطفال والمرضى، لوضع صحي حرج في ظل انتشار وباء كورونا، بحسب بيانات أصدرتها هيومن رايتس ووتش ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمات دولية أخرى في أوقات سابقة.

 ولكن تأثير قطع المياه من محطة علّوك الخاضعة لسيطرة الجيش التركي بريف مدينة سري كانيه، لم يَطَل البشر فحسب، حيث باتت آلاف الأشجار في شوارع المدينة مهدّدةً بالزوال نتيجة الجفاف.

تأثيرٌ سلبي

وقالت روفند عبدو، الرئيسة المشاركة لمديرية البيئة في مقاطعة الحسكة، في تصريح لـ”نورث برس”، إن “قطع المياه عن محطة علّوك أثَّر بشكل سلبي على الأشجار والنباتات بعد أن دفعهم شحُّ المياه إلى نقل الصهاريج المكلَّفة بسقاية الأشجار لخدمة السكان المحليين ومدِّهم بالمياه الصالحة للشرب من المناهل الموجودة بالمنطقة”.

وأضافت أن “عدد الأشجار يبلغ نحو /70/ ألف شجرة في مدينة الحسكة والبلدات التابعة لها، وقد تضرّر قسم منها جراء الحرائق، ومؤخراً، بعد قطع المياه عن محطة علّوك من قبل الجيش التركي، تأثَّر قسم كبير من الأشجار نتيجة نقص المياه”.

وبات سكان مدينة الحسكة يعتمدون بشكل كامل على الصهاريج لتأمين حاجتهم من المياه الصالحة للشرب كون المياه الجوفية للمدينة مالحة وغير صالحة للشرب.

مشروع بديل

ولإنقاذ المساحات الخضراء والأشجار المزروعة ضمن مدينة الحسكة من العطش، باشرت مديرية البيئة في الإدارة الذاتية بالبحث عن حلول بديلة عبر حفر الآبار.

 وأوضحت “عبدو” أنه “بعد أن باتت الصهاريج في خدمة المدنيين، اضطررنا للبدء بمشروع بديل لسقاية الأشجار عبر حفر الآبار في مدينة الحسكة، وخصصنا ميزانية تبلغ /30/ مليون ليرة سورية لتنفيذ هذا المشروع عبر خطوط التنقيط لمنع هدر المياه”.

وأشارت الرئيسة المشاركة لمديرية البيئة، بأن المشروع قيد التنفيذ وأُنجز منه نحو / 70/ % حتى الآن، دون تحديد موعدٍ لانتهاء المشروع.

 وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أكد الإداري في دائرة المياه ببلدة تل تمر (/40/ كم شمال غرب مدينة الحسكة)، خالد حمي، عودة ضخ المياه من محطة علّوك صوب مدينة الحسكة بعد قطع دام لأكثر من أسبوعين من قبل الجيش التركي.

وأوضح “حمي” في تصريح خاص لـ”نورث برس”، بأنه تم تشغيل ثلاث مضخات من أصل ثماني مضخات في المحطة، ما جعل منسوب المياه الواردة “ضعيفاً جداً” ولا يسدُّ حاجة المنطقة.