قيادي في حزب “العمل” الإسرائيلي: حجم الخراب والضحايا بسوريا أحدث فراغاً ملأته إيران
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

قال د. مئير مصري، وهو عضو اللجنة المركزية لحزب “العمل” الإسرائيلي، إن عدد الضحايا وحجم الخراب في سوريا فاق كل التقديرات، وهو الأمر الذي أحدث فراغاً هائلاً في هذا البلد الشرق أوسطي تم ملؤه من قبل إيران تارةً والجماعات الجهادية تارةً أخرى”.
وعن نظرة إسرائيل إلى مآل المتغيرات ومخاض الأحداث في سوريا، أوضح مئير مصري، وهو أيضاً أستاذ في العلوم السياسية في الجامعة الإسرائيلية في القدس في حديث لـ”نورث برس” أن إسرائيل انقسمت تقليدياً إلى تيارين حيال كل ما يجري في دول الجوار”.
أما أحدهما فيدعو إلى التدخل في مجرى الأحداث ومحاولة تغيير الواقع للصالح الإسرائيلي، ولطالما مثلت هذا التيار حكومات الليكود ولا سيما حكومة مناحم بيغن التي أقحمت إسرائيل في “المعمعة اللبنانية” في ثمانينات القرن الماضي.
وأما التيار الإسرائيلي الثاني- وفق مئير مصري- فيمثله حكومات حزب العمل المتعاقبة، إذ فضل الحزبُ النأي بالنفس وعدم التدخل.
بيدَ أن ثمة مفارقة هنا، وتكمن في أنّ اليمين الحاكم في إسرائيل قد انتهى به الأمر إلى “تبني رؤية وسلوك حزب العمل التقليديين، وربما ينتج هذا التغير عن الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل في لبنان من خلال مجموعة من التحالفات الهشة التي سرعان ما ورطت الجيش والقيادة السياسية في صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل”، بحسب مصري.
وأشار إلى عدم رغبة إسرائيل في لعب أي دور في الصراع القائم في سوريا، وأن “هاجسها الوحيد يتعلق بتمركز النظام الإيراني على الحدود الشمالية”.
وتتدخل إسرائيل، عادةً بالتنسيق مع الطرف الروسي ولا سيما في السنوات الأخيرة، للتصدي لتمركز إيران أو لنقل أسلحة نوعية إلى الفصائل الشيعية في لبنان المجاور.
وحول الحل الذي ينتظر سوريا من وجهة نظر عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي مئير مصري، قال إن “الحل يجب أن يكون سوريا وأن يضمن رحيل نظام الأسد”.
ولم يستبعد مصري، أن يكون للقوى الخارجية دور داعم في الحل السوري، “ولكن فقط من خلال الاعتماد على أبناء الشعب السوري”.
وشدد على ضرورة أن يكون شرعياً بمعنى أنه لا بديل عن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وأن يكون وحدوياً بمعنى أن الحفاظ على الحدود السياسية للدولة السورية “هي مصلحة وطنية جامعة وكذلك إقليمية”.
وأشار إلى أن سوريا دولة مكونات و”ربما تكون الحاجة في البداية، وبشكل مؤقت، لتبني برنامج مُحاصصة على النمط العراقي لطمأنة المكونات الصغيرة. ربما أيضاً يكون النظام الاتحادي هو الأنسب لبلد تعددي ومتنوع الأعراق والثقافات”.
من جهة أخرى، تترقب أوساط سياسية في المنطقة التأثيرات المحتملة لاتفاق السلام الإماراتي-الإسرائيلي على الملف السوري ومراكز القوى الفاعلة فيه، على ضوء مساعي بناء حلف إقليمي جديد للجم الأطماع التركية والإيرانية في المنطقة.
ويعتقد عدد من المعارضين السوريين أن الاتفاق سيخدم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ورصدت “نورث برس” منشوراً في “فيسبوك” يعتبر أن “الإمارات ستساعد في إعادة تعويم النظام المذكور تنفيذاً لرغبة الشريك الجديد الذي طبَّعت معه للتو. هذا الشريك لم يعط الضوء الأخضر بعد لإزاحة نظام دمشق وتغييره”.