إسطنبول.. تأمين إيجار المنزل من أبرز هموم السوريين في ظل أزمة كورونا

إسطنبول ـ نورث برس

تعد المشاكل الاقتصادية من أبرز ما يعانيه اللاجئون السوريون في تركيا، مؤخراً، خاصة فيما يتعلق بتأمين مصاريف الحياة اليومية للعائلة و تأمين إيجار المنزل الذي تقيم به خوفاً من طردها من قبل مالكه التركي.

وتعتبر العائلات السورية اللاجئة من أبرز المتضررين جراء أزمة كورونا في تركيا، والتي تستمر منذ آذار/مارس الماضي، حيث فقد كثير من اللاجئين أعمالهم التي تعينهم على تأمين مصاريفهم وبات إيجار منازلهم هاجساً يؤرق كثيرين منهم.

ولم يُراعِ معظم مالكو العقارات الأتراك ظروف اللاجئين السوريين، بل على العكس أصرّ البعض منهم على استيفاء الإيجار في الموعد المحدد، بحسب لاجئين سوريين، بينما ذكر البعض الآخر أن مالك العقار التركي تعاطف معهم بداية في مسألة الإيجار، إلا أنه عاد لمطالبتهم من جديد على اعتبار أن الحياة بدأت تعود لطبيعتها في تركيا.

وقال وائل المصري، وهو لاجئ سوري ينحدر من ريف حمص ويعمل في مهنة الخياطة، لـ”نورث برس”، إنه “لا في ظل كورونا ولا حتى في غيرها أبدى مالك العقار التركي رغبته في مساعدتنا، أو تأجيل استيفاء الأجرة الشهرية لشهر آخر قادم”.

وأضاف أن “صاحب الشقة في إحدى المرات وفي ظل ذروة أزمة كورونا، أتى إلينا في أول الشهر وطلب الأجرة الشهرية، علماً أنه يعلم أننا ندفع له في الرابع من كل شهر، ويعلم أننا نجلس من غير عمل، ورغم ذلك طلب النقود”.

أما اللاجئ السوري إبراهيم السيد، والذي ينحدر من ريف حماة ويعمل في أحد محلات بيع المواد الغذائية بالجملة في اسطنبول، فقال لـ “نورث برس” إنه “خلال أول شهرين من أزمة كورونا كنت ملتزماً بدفع الإيجار شهرياً، لكن بعد ذلك وبسبب توقف النشاط الاقتصادي وتوقفي عن العمل أخبرت صاحب الشقة أنني غير قادر على دفع الإيجار المرتفع أصلاً، فأبدى تفهماً لذلك وأجابني بالقبول”.

وتابع أن “صاحب المنزل أخبرني بعد مضي ثلاثة أشهر أن أعود لدفع الإيجار كما كان سابقاً، على اعتبار أن الحياة عادت إلى طبيعتها في تركيا، فقلت له إن وضعي الاقتصادي صعب حالياً لكنني سأدفع آجار المنزل أقل بـ /150/ ليرة تركية ريثما تتحسن ظروفي الاقتصادية، فلم يعترض على ذلك أبداً”

وأضاف “السيد”: “أنا أخطط لأن أدفع الإيجار كالمعتاد بداية الشهر القادم لأجل تجنب حدوث أي مشكلة مع مالك المنزل”.

ويواجه كثير من اللاجئين السوريين، منذ أزمة كورونا وحتى الآن، ظروفاً سيئة، حسب ما ذكر بعضهم، خاصة أن كثيرين منهم فقدوا أعمالهم، وفي حال عادوا إليها فإن الرواتب والأجور عقب أزمة كورونا ليست كما قبلها.

وفي هذا الجانب، قال مصطفى الريحاوي، وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص ويبحث عن فرصة عمل بعد أن ترك عمله في أحد مشاغل الخياطة في إسطنبول، إن “أزمة كورونا الاقتصادية مرت على كل الناس، والبعض من مالكي المنازل تفهمها والبعض الآخر رفض التفاهم وطالب المستأجرين بالمغادرة”.

وأضاف أنه “مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي السيء، فمن المفترض أن تكون المسؤولية جماعية، بمعنى أنه يجب على الكل التفاهم على احتواء الأزمة بدلاً من تصعيد الخلاف”.