سكانٌ من دمشق يصفون قطع تركيا للمياه عن الحسكة بـ “الجريمة” ويستنكرون الصمت الدولي

دمشق – نورث برس

استنكر سكانٌ من العاصمة دمشق قطع تركيا للمياه عن مليون شخص من سكان الحسكة، واصفين الأمر بـ”جريمة حرب” تلقى غطاءً دولياً بسبب الصمت العالمي.

ورأى الشاب عامر محمد (27 عاماً)، أن على الأمم المتحدة تحمّل مسؤولياتها، وكذلك مديريات المياه في سوريا، “لأن محافظة الحسكة تعاني منذ سنوات من صعوبة الحصول على المياه”.

وقال “محمد” إنه يعلم واقع حياة السكان في الحسكة لأنه درسَ هناك ويدرك حجم صعوبة تأمين مياه الشرب عبر الصهاريج، “فحتى الآبار القليلة الموجودة في الأحياء غير صالحة للشرب لأنها مالحة”، حسب قوله.

وأضاف: “السلوك التركي يجب ألا يمنع مؤسسات المياه عن تحمّل مسؤولياتها، فهل يُعقَلُ أن يبقى سكان الحسكة /20/ يوماً بلا مياه شرب!”

وكانت القوات التركية قد أوقفت، قبل حوالي أسبوعين، تشغيل محطة علّوك بريف سري كانيه، فقطعت المياه عن مدينة الحسكة وريفها للمرة الثامنة منذ سيطرتها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض أواخر العام الماضي.

واعتبر أمجد حاج ابراهيم (42 عاماً)، من سكان العاصمة، أن كل جهة تسكت عن قطع المياه عن سكان الحسكة هي مشاركة في هذا العمل، سواء أكانت الأمم المتحدة أم جامعة الدول العربية.

وقال: “إذا كان المجتمع الدولي عاجزاً عن إنصاف سكان الحسكة وتأمين المياه لهم، فعلى الدولة السورية التحرك لتأمين متطلباتهم وعلى حلفاء سوريا أن يتخذوا موقفاً لجعل تركيا تتراجع عن قطع المياه عن المدنيين لأن تعطيش الشعب من جرائم الحرب”.

ويعاني نحو مليون شخص حالياً من شحٍّ شديدٍ في المياه بمدينة الحسكة وأريافها بالتزامن مع انتشار الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة.

وبات سكان مدينة الحسكة يعتمدون بشكل كامل على الصهاريج لتأمين حاجتهم من المياه الصالحة للشرب، بينما يعمَدُ آخرون إلى حفر آبار لتأمين الاحتياجات المنزلية من غسيل وتنظيف، ذلك أن المياه الجوفية في المنطقة غير صالحة للشرب.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قالت، في نيسان/أبريل الفائت، إن تقاعس السلطات التركية عن ضمان وصول إمدادات مياه كافية لمناطق شمال شرق سوريا، يضرُّ بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز “المجتمعات الضعيفة” لحمايتها من فيروس كورونا.

وقال سليمان الراشد (45 عاماً) إن على السوريين جميعاً “الإحساس بمعاناة سكان مدينة الحسكة لأن وجعهم هو وجع جميع السوريين”.

وأضاف: “إذا لم نشعر بهم في غياب دور الأمم المتحدة، سنفقد ما يجمعنا وهو أننا سوريون. في أمريكا، قُتِل مواطنٌ خنقاً فتحرك العالم كلّه، أما في سوريا فلا أحد يسأل”.