تطورات ريف دير الزور الشرقي تجمع المعارضة والحكومة في خندقٍ واحدٍ ضدَّ قسد
نورث برس
شهدت مناطق ريف دير الزور الشرقي، بعد اغتيال أحد شيوخ عشيرة العكيدات على أيدي مجهولين أول أيام عيد الأضحى تطورات متسارعة، بدأت باحتجاجات مطلبية تلتها هجمات مسلّحين على نقاط ومواقع لقوات سوريا الديمقراطية، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصرها.
ووجدت هذه التطورات صدىً لدى الحكومة السورية والمعارضة السورية الموالية لتركيا في وقتٍ واحد، حيث نظمتا بشكلٍ مماثلٍ فعاليات عشائرية، وصدرت بيانات في مناطق سيطرة الطرفين التقت على اتهام “قسد” باغتيال وجهاء ورموز عشائرية وعلى دعم ما سُمِّي بـ”انتفاضة العشائر” في شرقي الفرات.
في غضون ذلك، أعلن وجهاء من عشيرة العكيدات من الموالين للحكومة السورية في الـ/9/ من شهر آب/أغسطس الجاري من مدينة دير الزور عن تشكيل ما سُمِّي بـ”المجلس السياسي لقبيلة العكيدات وجيش العكيدات”.
وحول هذه التطورات وما تعنيه المواقف الصادرة عن المجالس العشائرية، قال غسان كعكة من حزب التضامن العربي الديمقراطي الموالي للحكومة السورية، إن “تشكيل جيش العكيدات بدير الزور ليس بجديد علينا، لأن الأكراد أو ما يُسمّى بـ”قسد” أصبحوا يتعاملون مع بعض الأمور بغير عقلانية”، على حدِّ قوله.
وأضاف السياسي المقرَّب من الحكومة السورية، والمقيم في حلب، في تصريح لـ”نورث برس”، “هم يعتقدين أنهم حرروا منطقة الجزيرة من داعش ولكن هذا الحراك الشعبي سيقلب الطاولة على رأسهم لأنهم دعموا الشركات الأمريكية ونسوا بأن هناك دولة”، وفق تعبيره.
واعتبر “كعكة” أن “الإدارة الذاتية لن تبقى مستمرةً على وضعها هذا لأن تاريخ أمريكا معروف وسياستها ومصالحها قبل أي شيء”.
وأضاف: “من المؤكد بأن هذا الحراك الشعبي بدير الزور سيتطور شئنا أم أبينا، لأن العشائر من المستحيل أن يقبلوا بتقسيم سوريا لعدة أقسام”، حسب تعبيره.
وقال يحيى مكتبي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري في تصريح لـ”نورث برس” أن “هذا التشكيل والانتفاضة التي جرت من أهلنا في دير الزور جاءا كردة فعل ونتاج طبيعي على الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها قسد”، حسب قوله.
وأضاف “مكتبي” بأن “هذا التشكيل (جيش العكيدات) هو للدفاع عن أهالي المنطقة ومن أجل حماية شيوخ القبائل الموجودين في تلك المنطقة وخاصةً بعد الاغتيالات الأخيرة”.
وكان نصر الحريري، رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، قد قال: “بحكم أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري، نطالب حلفاءنا في الولايات المتحدة بطرد قوات ميليشيات PYD الإرهابية وتسليم المنطقة إلى سلطة المجالس المحلية التابعة للائتلاف والمكوَّنة من أهالي المنطقة”، وفقاً لبيانٍ صدر في الـ/15/ من آب/أغسطس الجاري.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مناطق ريف دير الزور الشرقي بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في آذار/مارس من العام 2019، لكنها أعلنت بعد ذلك بشهر انتقالها مع التحالف الدولي إلى مرحلة مواجهة الآلاف من عناصر “داعش” الذين ينشطون ضمن خلايا في المنطقة.
وقال رياض درار، الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية، لـ”نوث برس” إن “هناك هجمة قائمة على المنطقة، وكذلك تهجُّمٌ على المنظومة التي تدافع وتدير وتقوم بالبناء والإعمار في المنطقة، والهدف هو الفوضى”.
وأضاف في تصريح لـ”نورث برس”: “كان هناك إعداد لخلق الفوضى منذ فترة من جانب تركيا والنظام بل ومنذ أن قاما بتشكيل مجالس للعشائر، لا لأجل منح العشائر حقوقها، بل من أجل استغلالها لإثارة الفوضى”.
واعتبر أن “النظام واضح في أهدافه وتوجهاته وهو يعمل بقوة الوجود الذي فرضه الداعمان الروسي والإيراني”.
وانتقد الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية، المعارضةَ السورية وقال :”لا قيمة لما نسمع من ممثلي المعارضة لأن كلامهم مكرر ونمطي ولا معنى له، لأنهم يعملون بإدارة وعقل تركي وليس لهم أي قدرة لاتخاذ قرار أو لتقرير مصير”.
وأضاف أن “الميزانية المخصصة لمناطق دير الزور هي من أكبر الميزانيات المحددة بالنسبة لمناطق شمال شرقي سوريا”. لكنه أقرَّ بأن “إمكانية صرفها وإدارتها ضعيف لعدد من الأسباب”.
وذكر أن :”أولى هذه الأسباب هي أن الأيدي المشاركة من أهالي المنطقة في الفعاليات الاقتصادية والإدارية قليلة، بسبب تهديد داعش لكل شخص يشارك فيها، والسبب الآخر أن المنطقة ما تزال في مرحلة الصراع والتحرر من بقايا داعش ومن تدخلات الذين يرسلهم النظام من مخربين”.