قطع المياه عن الحسكة يجبر مهجري سري كانيه في مخيم لشرب مياه ملوثة

الحسكة – هوشنك حسن/ دلسوز يوسف – نورث برس

تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط درجات حرارة تصل إلى /40/ درجة مئوية، تقف أمينة الحمد (33 عاماً) أمام خزان مياه بمخيم واشوكاني، /12/ كم غرب الحسكة، شمال شرقي سوريا، لتملأ المياه في وعاء خاص بالطبخ، لكن لون المياه المائل للاصفرار يشعرها بالخوف على صحة أطفالها.

وعائلة أمينة هي واحدة من بين /1,881/ عائلة تضم /12,022/ شخصاً ممن يقيمون في مخيم واشو كاني المخصص لمهجري سري كانيه، بحسب إحصاءات إدارة المخيم.

ومنذ قطع تركيا للمياه منذ نحو أسبوعين من محطة علوك التي تغذي مناطق الحسكة، يعتمد سكان المخيم، الذي أنشئ على عجل بعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أواخر العام الماضي، على صهاريج تنقل إليهم المياه.

لكن إضافة لقلة المياه الواصلة عبر الصهاريج إلى المخيم يبدو أنها غير صالح للاستهلاك البشري.

وتحاول أمينة تخفيف وطأة الحرارة عن نفسها بتغطية رأسها بوشاح، وتقول: “قبل أيام ظهرت بين سكان المخيم حالات إسهال حادة وعانى بعضهم من آلام شديدة في المعدة، من بينهم ولدي الأصغر، وبعد مراجعة النقطة الطبية قالوا إن ذلك ناجم عن شرب مياه ملوثة”.

وأضافت: “المياه لا تعقم وتتأخر في الوصول إلينا ففي بعض الأيام ننتظر حتى العصر ليقوموا بتعبئة هذا الخزان”.

ويعمل 23 صهريجاً (تمولها منظمات إغاثية عاملة في المنطقة) بشكل يومي لتأمين حاجة المخيم من المياه والتي تتراوح ما بين 450م/3 إلى 500 م/3، بحسب مسؤول مكتب العلاقات في المخيم، رياض مرعي.

ويشارك “مرعي” أمينة الرأي بقوله: “نتيجة الضغط على المناهل لتأمين المياه للحسكة، تجلب الصهاريج أحياناً مياه غير صالحة للشرب بالإضافة إلى تأخر حصول صهاريج المخيم عليها”.

ويعاني نحو مليون شخص حالياً من شح شديد في المياه بمدينة الحسكة وأريافها بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا في المنطقة.

وبات سكان مدينة الحسكة يعتمدون بشكل كامل على الصهاريج لتأمين حاجتهم من المياه الصالحة للشرب لأن المياه الجوفية للمدينة غير صالحة للشرب.

وقال ينكين محمد (31 عاماً)، وهو من مهجري سري كانية، إنه وقبل أيام وصل إلى “حالة الموت” نتيجة شربه مياهً ملوثة.

وأضاف: “نقوم الآن بغلي المياه قبل شربها، حيث عانيت أنا وعائلتي ليوم كامل من إسهال شديد وآلام في المعدة”.

وتؤكد هدية شيخو، وهي مسؤولة مكتب الصحة في المخيم، وصول “الكثير” من حالات الإسهال إلى النقاط الطبية في المخيم خلال الأيام الفائتة.

وتربط “شيخو” ذلك بالمياه الملوثة والحرارة المرتفعة.

ومع ملء وعائها رغم معرفتها بعدم صلاحية هذه المياه للشرب، اتجهت أمينة صوب خيمتها المغطاة بالغبار، لكن تقول إنها ستقوم بغليها أسوة بباقي سكان المخيم خشية الإصابة بالأمراض.