ضعف الخدمات الطبية بمخيم لنازحي تل أبيض في الرقة يزيد من معاناة مرضاه

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

يعاني نازحو منطقة تل أبيض/ كري سبي القاطنين في مخيم تل السمن /40/ كم شمال مدينة الرقة، شمالي سوريا، من تدني مستوى الخدمات الطبية في المخيم من نقص حاد في الأدوية وعدم توفر بعض الأنواع، بالإضافة لضعف الخبرة لدى الكادر الطبي في النقطة الطبية في المخيم، الأمر الذي يجبرهم على الخروج إلى القرى المجاورة للمخيم بهدف العلاج وشراء الأدوية وسط تفاقم معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقال أسعد العلي (52 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح فضل عدم الكشف عن اسمه لوجود أقرباء له في سلوك الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، ، إنه يعاني من التهاب حاد في الأذن الوسطى والدوار الدهليزي، “وأحتاج بشكل مستمر إلى حبوب بيتاسيرك لكي تخفف عني أعراض الدوار الدهليزي والتي لا أجدها في النقطة الطبية داخل المخيم”.

وأضاف: “أضطر لشراء الأدوية من خارج المخيم بأسعار متفاوتة تصل إلى/2500/ ليرة سورية للعلبة الواحدة التي لا تكفي لأكثر من عشرة أيام”.

ولفت “العلي” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيم تزيد من معاناته أكثر، “فقد نصحني الأطباء بعدم التعرض لأشعة الشمس والحرارة المرتفعة،  لكن كان لهذا الصيف تأثيرات قاسية بسبب وضعي الصحي وحرارة الخيمة لا تطاق، الأمر الذي يزيد وضعي الصحي سوءاً”.

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد قامت بعد سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقتي تل أبيض وسري كانيه، بافتتاح مخيم لنازحي تل أبيض في بلدة تل السمن وذلك في الـ/22/ من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي.

من جهتها قالت آسيا الأحمد (44عاماً)، وهي نازحة من قرية الشركراك على الطريق الدولي M4 شرق عين عيسى وتقطن مع عائلتها في مخيم تل السمن، إنها تضطر للخروج من الخيام مع اشتداد حرارة الجو في الظهيرة، “لنستظل بخزانات المياه او أي شيء آخر يقينا أشعة الشمس المباشرة”.


وأشارت إلى أن بعض قاطني المخيم اشتروا مراوح كي يستطيعوا المكوث داخل خيامهم، “ولكن لا يملك جميع سكان المخيم القدرة المادية على شرائها”.

وأضافت:” لا تمثل لنا الخيمة سوى مكان لتخزين أغراضنا الشخصية وما عدا ذلك فهي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء”.

وعن تدني مستوى الخدمات الطبية في مخيم  تل السمن، أشار شاويش الحسين، وهو إداري في المخيم، إلى أنه لا يوجد أي دعم من قبل المنظمات الدولية للقطاع الصحي داخل المخيم، بالإضافة لقلة الامكانات المادية للإدارة، “لذلك نعاني من نقص حاد في بعض الأدوية الضرورية وخاصة تلك التي تتعلق بالأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب وغيرها من الأدوية”.


وعن أوضاع الخيام ومعاناة النازحين من حرارتها المرتفعة، قال “الحسين” إن عمل المنظمات في المخيم يقتصر على تقديم السلال الغذائية وكروت الكاش (مبالغ نقدية)، “أما بالنسبة لتأمين الخيام ومستلزمات المخيم الأخرى فهي أمور تقع على عاتق الإدارة الذاتية، حيث قمنا بتقديم الخيام للنازحين بحسب الميزانية المحددة للمخيم”.

كما لفت إلى أن إدارة المخيم تعمل “وبجهود ذاتية على توزيع المعقمات والمنظفات على قاطني المخيم وإقامة ندوات توعية داخل المخيم للوقاية من فيروس كورونا، لكن نعلم أن هذه التدابير لا تكفي”،  في إشارة منه لضرورة دعم القطاع الصحي في المخيم من قبل المنظمات بشكل أكبر.


ويصل عدد النازحين في مخيم تل السمن إلى /700/ عائلة،تتوزع ضمن /800/ خيمة، “حيث اضطرت إدارة المخيم لمنح بعض العائلات الكبيرة خيمتين لتتسع لأفرادها”، بحسب إدارة المخيم.

وبحسب ما ذكره إداري في المخيم، فإنه توجد أكثر من/200/ عائلة نازحة أخرى من الشمال السوري قد سجلوا أسماءهم، “وهم بانتظار السماح لهم بدخول المخيم، ولكن ضيق مساحة المخيم يحول دون قبول أحد منهم”.

وأضاف أن ادارة المخيم رفعت عدة طلبات لتوسيع المخيم وهم بانتظار الموافقة على هذه الطلبات ليباشروا بأعمال التوسيع لاستقبال النازحين”.