القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
وصف سياسي ليبي، السبت، فترة الهدوء التي عمّت محور سرت قبل إعلان وقف إطلاق النار بأنها تضع المشهد أمام سيناريوهين للوضع في ليبيا؛ الأول مرتبط باعتبار تلك المنطقة كمنطقة فاصلة تكون ملتقى للحوار السياسي، والسيناريو الثاني “ربما يكون بوادر مخطط التقسيم في ليبيا بين الشرق والغرب”.
وأوضح محمد العباني وهو رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، في تصريحات خاصة لـ “نورث برس”، أن “هناك ضغوطات دولية بخصوص أن تكون سرت منطقة فاصلة بين الأطراف المتنازعة، وتكون ملتقى للحوار السياسي بين الطرفين، وأيضاً مقراً لحكومة التوافق إذ تم ذلك، وأن تكون هناك قوة أمنية مشتركه تتبع وزارتي الداخلية في الحكومات الحالية”.
وأعرب عن اعتقاده أنه قد يكون هناك مخطط لبوادر التقسيم بين الشرق والغرب، إذا كانت نوايا منطقة الفصل هي سرت، “وهذه كارثة على ليبيا”.
وعن الدور الأميركي في ليبيا قال: “أميركا لايهمها الأمر، ما يهم الأميركان هو طرد الروس واستحواذها على المنطقة”.
وبخصوص موقف تركيا، قال: “تركيا تريد أن يكون لها الدور أيضاً في التحكم في مصادر الدخل والسيطرة الكاملة تحت مؤيديها على ليبيا بالكامل”.
وخلف بيان المجلس الرئاسي الليبي، ردود فعل إيجابية بخصوص وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، والدعوة إلى أن تصبح سرت والجفرة منزوعتي السلاح، على أن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما، فضلاً عن الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة خلال شهر آذار/ مارس المقبل، باتفاق الأطراف الليبية.
وكان رئيس البرلمان الليبي، المستشار عقيلة صالح، قد دعا إلى تحويل مدينة سرت لتكون مقراً للمجلس الرئاسي الجديد (كنقطة التقاء وتوافق بين الأطراف)، على أن تقوم قوة أمنية في كافة المناطق بتأمينها تمهيداً لتوحيد مؤسسات الدولة. وشدد على أن “وقف إطلاق النار سيخرج المرتزقة ويؤدي إلى تفكيك الميليشيات، ويوقف التدخل الأجنبي”.
ورأى منير أديب، وهو باحث مصري متخصص في شؤون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الإعلان عن وقف إطلاق النار في ليبيا “مناورة”.
وقال: “إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار مجرد مناورة هدفها البحث عن مخرج لتركيا، ولعلها أرغمت على ذلك بعد زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري قبل أيام”.
ولفت إلى أن “الضغط الدولي هو ما دفع أنقرة إلى الضغط على الحكومة غير الدستورية في طرابلس (حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج) للإعلان عن المبادرة، وهو ما يعد مكسباً لتركيا، خاصة أنها تعاني انحساراً في ليبيا بعد الضغط الدولي عليها، وأصبحت تكلفة الحرب كبيرة وغير آمنة في ظل التهديد المصري للأتراك بعدم تجاوز الخط الأحمر في سرت والجفرة”.