معهد الأمن القومي الإسرائيلي: على إسرائيل استغلال الدعم للتطبيع مع دول الخليج

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

قال كوبي ميخائيل وأودي ديكل، وهما باحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، السبت، إن على تل أبيب توظيف كل جهد ممكن وبدعم أميركي ومشاركة اتحاد الإمارات ومصر والأردن، لتوسيع التعاون الإقليمي والتطبيع مع دول الخليج.

وأشار  الباحثان إلى أن البحرين وعمان سيكونان ضمن المرحلة الأولى لتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج بعد الإمارات، ولاحقاً ستكون مع السعودية. 

ومع ذلك، وبحسب الباحثان فإنه يجب على إسرائيل عدم تهميش السلطة الفلسطينية. بل على العكس من ذلك، يجب عليها العمل على ضمها إلى المنظومة الإقليمية التي ترى أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس مشروطاً بتسوية إسرائيلية – فلسطينية ثنائية.

وفي هذا الإطار، يجب تركيز الجهد الإقليمي والدولي لإعادة السلطة الفلسطينية إلى طاولة مفاوضات، تكون فيها خطة القرن للرئيس الأميركي دونالد ترامب إحدى النقاط المطروحة للتسوية، بحسب وجهة نظر معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي.

وفي السياق، قال الباحث الاستراتيجي في ميدان الدراسات المتعددة المجالات في إسرائيل الدكتور عنان وهبة لـ”نورث برس” إن الإمارات لم تقدم على اتفاق التطبيع مع إسرائيل بقرار منفرد، وإنما في سياق استراتيجية تقف من ورائها السعودية ومصر.

وتحدث وهبة المحسوب على مراكز التفكير الاستراتيجي في إسرائيل، عن ترتيب متوقع لتوالي عملية إعلان التطبيع من قبل الدول العربية مع إسرائيل، “بعد الإمارات (وكانت تشاد الشرارة الأولى) تأتي: سلطنة عمان، البحرين، موريتانيا، المغرب.. وستكون السعودية هي الأخيرة، إذ أنها ومصر تقود هذه استراتيجية التطبيع”.

وقال وهبة لـ”نورث برس” إن الدول العربية التي تطبع مع إسرائيل لا يعني أنها تخلت عن مبادرة “السلام” العربية، ولكنها ترى أنه لا بُد من تعديل بند “حل القضية الفلسطينية أولاً.. ثم التطبيع”، بل أنه لا بد من عكسها، من منطلق أن الحاجة ماسة لتكتيك جديد لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وهو التطبيع ثم الحل النهائي.

وقال مراقبون في إسرائيل إن إعلان اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات جاء بعد عشرين سنة من العلاقات السرية، وهذا ينطبق على دول عربية أخرى بانتظار إعلان اتفاق التطبيع في اللحظة المناسبة.

وتعززت العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية لاسيما الخليجية أكثر بعد اندلاع أحداث “الربيع العربي”، حيث أن هذه الدول العربية وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام، تدين لجهاز “الموساد” الإسرائيلي الذي زود هذه الدول بالمعلومات الأمنية اللازمة والتي منعت تفجيرات كانت ستستهدف مواقع حساسة في عواصم عربية، إضافة إلى حماية أنظمة الحكم من مخططات الانقلاب عليها، ومروراً بالإيشاء عن معارضين سياسيين حتى تم اعتقالهم بناء على المعلومة الأمنية القادمة من تل أبيب.. لدرجة أن أنظمة الحكم في هذه الدول باتت تعتقد أن استقرار حكمها مرتبط بإسرائيل.

ومارسَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضغطاً كبيراً على دول عربية كي تتحول من العلاقات السرية مع إسرائيل ومقتصرة فقط على التعاون الأمني إلى علاقات معلنة وشاملة لكل النواحي الأمنية والاقتصادية والحياتية.. تطبيقاً لفكرة “صفقة القرن”.