شخصيات من السويداء: الحوار بين السوريين هو الطريق لحل الأزمة
السويداء – نورث برس
قال وجهاء وشخصيات من السويداء، جنوبي سوريا، إن عدم استجابة الحكومة السورية لحوار سوري-سوري وتعاملها مع الوقائع طيلة السنوات التسع الماضية وفق منطقها القديم يمنع أي كسر لجمود مسارات الحل السياسي في البلاد.
وقال الدكتور أركان الصفدي، وهو أحد الوجوه الاجتماعية في السويداء، لـ “نورث برس”، إن ” تعنت الحكومة السورية عبر إغلاق كل منافذ الحوار السياسي بين جميع مكونات الشعب السوري يمنع الخروج من حالة الجمود الحاصلة في مساعي الحل”، رغم أن مكونات السويداء الاجتماعية والثقافية والفكرية والأهلية داعمة لحلّ شامل للأزمة السورية.
وأضاف أن “الحكومة تتعامى عن حقيقة أنّه لا يمكن العودة إلى ما قبل ٢٠١١ في طريقة ونهج الحكم المتبعة، وذلك بسبب حدوث تحولات جوهرية في الصراع الحاصل في سوريا على مدار السنوات التسع الماضية”.
ووصف “الصفدي” انتخابات مجلس الشعب الأخيرة بـ”الأراكوزية” واعتبرها “خير برهان على أن عقلية الحكومة السورية الحالية لا تزال في الماضي، ولا تملك إرادة حقيقية في مدّ أواصر الثقة بين المكونات السورية بمختلف انتماءاتها الإثنية”.
وقال أيضاً إن “الحكومة السورية لم تعِ بعد، أنّها “تحتاج لأن تستمع لصوت الحق الذي هو صوت الداخل، وليس الارتهان إلى إرادات وخيارات الخارج، حتى تستطيع لملمة الجراح النازفة بين أبنائها من رأس العين في الحسكة حتى خربة عواد في السويداء”.
من جانبه، قال الأستاذ جمال الزينة (٦٠ عاماً)، وهو ناشط مدني وسياسي في تجمع القوى الوطنية في محافظة السويداء والذي تأسس عام ٢٠١٤، لـ “نورث برس”: “لم تعد المركزية الإدارية في طريقة الحكم داخل سوريا، تجدي نفعاً في تشكيل الهوية الاقتصادية والسياسية لمستقبل سوريا، لكن هذا لا يعني تشكيل إدارات حكم ذاتي على الجغرافيا السورية أو الانفصال عن سوريا الأم”.
وأضاف أن مكونات محافظة السويداء “لا تنحو باتجاه الانفصال أو الحكم الذاتي والمستقل للجبل، بل نحتاج إلى اللامركزية الإدارية، أي بمعنى خلق مجالس محلية ومنتخبة قادرة على إدارة مقدرات واحتياجات سكانها، واتخاذ القرارات اللامركزية في إدارة شؤونها دون العودة إلى دمشق كمركز، مع احتفاظ الحكومة المركزية بحقائب سيادية كالدفاع والخارجية والداخلية”.
كما قال سامر دنون (٤٠عاماً)، وهو ناشط مدني ومن مؤسسي منظمة “بيتي أنا بيتك”، لـ “نورث برس”، إنه لا سبيل للخروج من الأزمة السورية بالتطرف والتحزب الأعمى، “فالحل هو الحوار الذي هو طريق نحو وطن يتشارك به الجميع ويحفظ خصوصيات كلّ المكونات فيه”.
ومنظمة “بيتي أنا بيتك”، هي منظمة مدنية أهلية تعنى بالشأن العام تأسست عام ٢٠١٥، في مدينة شهبا في محافظة السويداء.
وأضاف “دنون”: “علينا فهم أنّ القوى الدولية لا يمكن أن تصنع لنا حلاً يخرجنا من أزماتنا، وقطع الطريق على تلك القوى الخارجية والعابثة بأمننا ومصيرنا ومستقبلنا يتطلب منا دفع الحوار السوري-السوري إلى واجهة العمل القادمة لحل خلافاتنا داخل البيت السوري”.
ورأى أنّ مصير السوريين يصنع بيد السوريين، “ولكن شريطة أن تفهم الحكومة السورية أنّ عقلية الإملاءات والتسلط والتفرد في الآراء لن تجدي نفعاً، وعليها تقبّل الآخر وفتح أبواب جديدة وجدية في كيفية التعاطي مع الشعب السوري”.