“الفساد والروتين” في جامعة دمشق يدفعان طلاباً للتسجيل في الجامعات الخاصة
وحيد العطار – نورث برس – دمشق
قال طلابٌ في كليات جامعة دمشق إن ازدياد حالات الفساد في إدارات الكليات والإهمال الحاصل فيها بالإضافة إلى تفشي حالات الرشاوي التي يفرضها أساتذة الجامعات على الطلاب لقاء النجاح في المقررات، يدفع الكثيرين للتوجه إلى الجامعات الخاصة بالرغم من ارتفاع قيمة الرسوم.
واضطرت إسراء عزيز، وهي طالبة في كلية الآداب، لتقديم مقررين دراسيين كانت قد نجحت فيهما منذ أعوام بعدما رفض قسم الامتحانات في كليتها تثبيت نجاحها في المقررين.
وبدأت قصة “إسراء” حين تفاجأت بعدم وجود اسمها في قوائم مسودّة الخريجين التي صدرت قبل حوالي شهرين في كليتها مع أنها كانت قد نجحت في جميع مقرراتها، لكن وعند مراجعتها لقسم الامتحانات أخبروها بوجود “مقررين لم تنجح فيهما بعد”.
وقالت في مقابلة لـ”نورث برس”: “رغم أنني أكدّت لهم نجاحي في هذين المقررين منذ سنوات إلا أنهم رفضوا تثبيت ذلك في السجلات”.
ودفعت هذه الحادثة “إسراء” لإقناع شقيقها الذي أنهى حديثاً المرحلة الثانوية للتسجيل في جامعة خاصة، لأنها ترى أنه “من الوارد أن يتكرر الموقف الذي مرّت به مع شقيقها”.
وأضافت: “مع اقتراب صدور مفاضلة القبول في الجامعات، لن نقوم بتسجيل شقيقي الصغير الناجح حديثاً في البكالوريا، في الجامعات الحكومية. لقد قررنا تسجيله في جامعة خاصة”.
وقالت: “أنا متأكدة أن موظفي الامتحانات قاموا بإضاعة أوراقي الامتحانية وللتهرّب من المسؤولية طلبوا مني براهين تُعتبر ضرباً من الخيال لتثبيت علاماتي كتذكرْ التاريخ الذي قدّمت فيه هذين المقررين وتاريخ صدور نتائجهما”.
وأصدرت وزارة التربية السورية في الـ/30/ من تموز/يوليو الفائت، نتائج امتحانات الشهادة الثانوية العامة بكافة فروعها، وبلغت نسبة النجاح في الفرع العلمي /71.78/ بالمئة بينما بلغت نسبة النجاح في الفرع الأدبي /60.21/ بالمئة.
وعلى الرغم من الرسوم المرتفعة التي تفرضها الجامعات الخاصة وتردّي الظروف الاقتصادية في البلاد إلا أن “الفساد والمحسوبيات والروتين” الإداري والتعامل “غير اللائق” تدفع طلاباً للجوء إلى الجامعات الخاصة دون الحكومية إضافةً إلى الجامعة الافتراضية السورية.
وتبلغ رسوم الجامعات الخاصة بين ثلاثة ملايين إلى ستة ملايين بالنسبة للأفرع العلمية، فيما تبلغ الرسوم السنوية للجامعة الافتراضية قرابة /300/ ألف ليرة سورية و/400/ بالنسبة لبرامج الماجستير أما الجامعات الحكومية فتتفاوت قيمة الرسوم من كلية لأخرى تبعاً لوضع الطالب وعدد سنوات بقائه في الجامعة وهي تتقاضى رسوماً أقلّ مقارنةَ مع الجامعة الافتراضية والجامعات الخاصة إذ لا تتجاوز قيمة الرسوم فيها /100/ ألف ليرة للطالب المستجد.
ومن المُنتَظَر أن يتم رفع رسوم التسجيل في الجامعات الحكومية والخاصة بدءاً من العام الدراسي القادم، وفق ما أعلنه معاون وزير التعليم العالي، رياض طيفور، في وقت سابق.
ويرغب وسيم محمد، الذي أنهى مؤخراً المرحلة الثانوية، التسجيل في قسم الحقوق في الجامعة الافتراضية على الرغم من أن درجاته تؤهله للتسجيل في جامعة دمشق.
وتتبّع الجامعة الافتراضية السورية في مناهجها نظام التعليم الإلكتروني وتضمُّ عدداً من الأقسام أبرزها الهندسة المعلوماتية في تقانة المعلومات وتقانة المعلومات وتقانة الاتصالات والإعلام والحقوق وعلوم الإدارة وغيرها من الأقسام، وهي جامعة حكومية لكنها تتقاضى رسوماً عالية.
وعلى الرغم من أن رسوم الجامعة الافتراضية أعلى من رسوم جامعة دمشق، يؤكد “وسيم” أن السبب الذي دفعه لاختيار الجامعة الافتراضية هو “سلاسة مناهجها” مقارنةً مع الجامعات العامة، هذا عدا عن “الفساد والروتين الإداري الممل والعقليات القديمة لمدرسي جامعة دمشق الذين يتقاضون رشاوي ضخمة لقاء إنجاح الطلاب”.
وكبعض زملائه، قام علاء الأسود، وهو طالب في كلية الهندسة المدنية، بنقل دراسته من جامعة دمشق إلى جامعة الحواش الخاصة قبل عامين بعدما عجز لمدة عامين متتالين عن الانتقال للسنة الدراسية التالية.
وقال لـ”نورث برس”: “عجزت وأنا عم قدم موادي وأرسب فيهن مو لإنو ما عم حل منيح بس لإنو التصحيح والنجاح بكون على مزاج الدكتور وإذا ما دفعتلو ما بينجحك”.
وأضاف: “بمجرد انتقالي إلى جامعة الحواش أصبحت أرفّع موادي بمعدلات عالية. وأنا الآن على أبواب التخرج”.
ولم يتسنَ لـ”نورث برس” التواصل مع أساتذة أو إداريين من جامعة دمشق لمعرفة وجهة نظرهم حيال الاتهامات التي يوجهها لهم الطلبة.