مسؤولون محليون: إغلاق معبر اليعربية مع العراق زاد معاناة السكان والنازحين في شمال شرقي سوريا
تل كوجر – نورث برس
اعتبر مسؤولون محليون في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا أن إغلاق معبر اليعربية/تل كوجر بين سوريا والعراق، أثر بشكل كبير على عشرات آلاف النازحين في المنطقة كما وخسارتها لشريان حيوي هام كان يمدّها بمواد طبية وصحية وتجارية.
وقال هاني الركاد رئيس غرفة التجارة التابعة للإدارة الذاتية في بلدة تل كوجر/اليعربية إن إغلاق المعبر أثر ذلك بشكلٍ كبير على حياة السكان في شمال شرقي سوريا بما فيهم مئات الآلاف من النازحين الذين يقبعون في المخيمات.
وأضاف “الركاد” في تصريحٍ لـ “نورث برس” إن المنطقة خسرت بإغلاق المعبر شرياناً حيوياً هاما كان يضخ مليارات الدولارات سنوياً من خلال التجارة البينية بين سوريا والعراق والتي انتعشت خلال السنوات الماضية.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن /40/ بالمئة من الإمدادات الطبية والصحية إلى جانب الإمدادات الخدمية كانت تصل المنطقة من خلال معبر اليعربية/ تل كوجر لتغطية احتياجات /١,٣/ مليون نسمة في شمال شرقي سوريا.
وحملت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، في بيان نشرته قبل أيام، مجلس الأمن الدولي مسؤولية ازدياد عدد الوفيات بين أطفال النازحين في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، بسبب فشل الأمم المتحدة في إعادة فتح معبر اليعربية/ تل كوجر لإدخال المساعدات الإنسانية.
وفي ظل بقاء المعبر رهينة للتجاذبات السياسية بين الدول العظمى في مجلس الأمن الدولي، تزداد تدريجياً نشاط شبكات التهريب على الحدود السورية العراقية التي تقوم بتصدير واستراد البضائع عبر طرق غير شرعية بين البلدين.
وأفاد مصدر مسؤول في قسم الجمارك بمعبر اليعربية/ تل كوجر “نورث برس” بأن إغلاق المعبر وتوقف التجارة البينية وحركة المسافرين أدى خلال الأشهر السبعة الماضية إلى تنشيط عمليات تهريب البضائع والأشخاص بشكلٍ ملحوظ.
ورغم أنه يعد البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية إلا أن المعبر اليعربية/ تل كوجر أغلق مطلع العام الجاري، بقرارٍ من مجلس الأمن الدولي بعد استخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو).
وفي منتصف حزيران/يونيو الماضي طالبت منظمة “هيومن رايتس الدولية” مجلس الأمن التحرك بسرعة للسماح مجدداً بإدخال مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبر تل اليعربية/ تل كوجر محذرةً أن عدم القيام بذلك سيفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من فرص انتشار فيروس كورونا في شمال شرقي سوريا.
وفشلت الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن في إعادة فتح المعبر خلال جلسة في حزيران/ يونيو الماضي، بسبب الاعتراض الروسي، أثناء التصويت على قرار تجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.