“الهدف استعادة السيطرة”.. وجهاء عشائر يحذرون من “فتنة” تسعى لها “الحكومة السورية” بريف دير الزور

ديرالزور/الحسكة – نورث برس

دعا شيوخ ووجهاء عشائر عربية في ريفي دير الزور والحسكة سكان المنطقة إلى عدم الانجرار وراء محاولات زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وحملوا الحكومة السورية والميليشيات الإيرانية مسؤولية الاغتيالات التي طالت رموز عشائرية في المنطقة.

وحمّل تركي الظاهر أحد شيوخ قبيلة العكيدات في بلدة البصيرة بريف دير الزور، الحكومة السورية مسؤولية الاغتيالات التي جرت خلال الفترة الأخيرة بحق وجهاء وشيوخ عشائر في المنطقة.

وقال لـ “نورث برس”: “النظام يخلق المشكلات في المنطقة ويذبح الشيوخ والوجهاء ويحاول خلق حالة عدم استقرار في المنطقة بهدف استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”، بحسب قوله.

“جهود سابقة فاشلة”

ويلتقي عدنان الشبلي، وهو أحد وجهاء عشيرة البوخابور أحد فروع قبيلة العكيدات في بلدة الصالحية بريف دير الزور مع الشيخ تركي الظاهر في أن “الحكومة السورية وقواتها الرديفة المدعومة من إيران وراء ما يحدث في شمال شرقي سوريا”.

وقال: “نعلم علم اليقين أن النظام وراء الاغتيالات الأخيرة التي جرت في المنطقة…النظام يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وخلق الفوضى بين عشائر المنطقة”، وفق تعبيره.

وأضاف في مقابلة مع “نورث برس”: “سابقاً تم دعوتنا من قبل النظام والاتحاد الروسي للعودة إلى قرانا المهجرة هناك، لكننا رفضنا لأننا لا نقبل بحكم النظام المجرم وميليشياته الإيرانية التي قتلت وهجرت الناس ودمرت البلاد خلال سنوات العشر الماضية”.

وعبر “الشبلي” عن ارتياحه من أجواء التعايش السائد بين أبناء العشائر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، “ندعم تواجد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في المنطقة”.

وقال رياض درار الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية، في تصريحات صحفية إن لغة البيانات الصادرة عن الحكومتين السورية والتركية عقب إعلان الإدارة الأمريكية توقيع اتفاقية استثمار النفط مع قوات سوريا الديمقراطية، تظهر ضلوعهما في الأحداث التي شهدتها ديرالزور.

“الهدف إثارة فتنة”

في السياق ذاته، أشار محمد عبد الخليف المتحدث باسم مجلس أعيان الشدادي بريف الحسكة، إلى أنهم يدعمون قوات سورية الديمقراطية جنباً إلى جنب ضد كل ما يحدث في المنطقة.

وأضاف لـ “نورث برس” بأنهم يرفضون أي تدخل يهدف إلى زرع الفتن والفوضى من خلال عمليات اغتيال الرموز العشائرية وآخرها حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل أحد وجهاء قبيلة العكيدات.

 وكان وجهاء عشائر موالون للحكومة السورية في مدينة حلب، قد دعوا الخميس، بحضور قيادات من حزب البعث الحاكم ومحافظ حلب إلى دعم ما اسموه بـ”المقاومة الشعبية” ضد القوات الأمريكية.

 وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من تنظيم الحكومة السورية لفعالية مماثلة لوجهاء عشائر بريف الرقة الشرقي الواقع تحت سيطرتها خرجت بدعوات مناهضة للوجود الأمريكي.

وقال مناف الرجا وهو أحد وجهاء عشيرة الفاضل في الشدادي، “من يفتعل عمليات الاغتيال هذه يسعى لخلق فتنة كبيرة بين أبناء العشائر وقوات سوريا الديمقراطية الذين هم أصلاً أبنائنا من جميع العشائر”.

ونوه إلى أن جميع عشائر المنطقة قدمت “شهداءً” في صفوف قوات سوريا الديمقراطية من أجل القضاء على الارهاب والعيش بحرية وكرامة.

 وفي وقتٍ سابق قالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية في بيان أن تركيا والحكومة السورية تقومان بتنفيذ مخطط على المدى البعيد في ريف دير الزور الشرقي، يستهدف السلم والعلاقة بين عشائر المنطقة والإدارة المدنية فيها، وتأليب العشائر ضد قوات سوريا الديمقراطية و التحالف الدولي.

 “للمعارضة هدف أيضا”

وطالب “الرجا” أبناء العشائر بالدفاع عن مناطقهم وعدم الانجرار وراء الفتن ، وأضاف “لن نُضيّع تضحية هؤلاء الشهداء في سبيل أجندات تهدف لزرع القلق والخوف في قلوبنا”.

وقال: ” رأينا بأم أعيننا ماذا جرى لأهلنا في رأس العين وتل أبيض بعد ما سيطر الجيش الوطني الذي يقاتل تحت راية تركيا، فقد دمر وهجر وسرق واغتصب وبث الرعب داخل قلوب الناس”.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد مايلز كاكينز منتصف آب/أغسطس الحالي لـ “نورث برس”، بإن التحالف يعمل مع شركائه لضمان محاسبة مرتكبي “الأعمال الإرهابية البشعة” بريف دير الزور.

 وكشف أن ممثلين عن الخارجية الأمريكية والتحالف الدولي التقوا بقيادات من المجتمع المدني والهيئات الحاكمة وقوات الأمن وشيوخ العشائر لضمان محاسبة مرتكبي “الأعمال البشعة” في المنطقة.