“عملاء وانفصاليون”.. تحريض الإعلام الحكومي يؤرق الكرد المقيمين في دمشق
وحيد العطار – نورث برس – دمشق
تشن وسائل الإعلام التي تديرها الحكومة السورية، مؤخراً، حملة تخوين وتحريض ضد الكرد السوريين وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على شمال وشرقي سوريا.
وازدادت حدة الحملة، بعد توقيع الاتفاق النفطي بين قوات سوريا الديمقراطية وشركة “دلتا كرسنت أنيرجي” الأمريكية للطاقة لاستثمار حقول النفط في مناطق شرق الفرات.
وقال شفان رمضان (30 عاماً) وهو من مدينة القامشلي ومقيم في حي ركن الدين بدمشق: “منذ أن تم الإعلان عن الاتفاق النفطي بين قوات قسد والشركة الأمريكية، جنّ جنون وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية التي بدأت تطلق عبارات تخوينية بحق قسد والكرد”.
وأشار رمضان إلى أن القنوات الحكومية بدأت تستضيف بكثرة شخصيات عشائرية وحزبية موالية تطلق شتائم وعبارات غير لائقة بحق الكرد وتروّج “للمقاومة العشائرية ضد الاحتلال الكردي”.

وفي وقت سابق من الشهر الفائت قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أمام الكونغرس الأمريكي بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو، إن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أبلغه بتوقيع الاتفاق مع الشركة الأمريكية، معتبراً الاتفاق “أفضل وسيلة” لمساعدة الجميع في تلك المنطقة.
بدوره، أعرب بومبيو عن دعم الإدارة الأمريكية لهذه الخطوة التي ” أخذت وقتاً كبيراً” قبل أن يتم إنجازها.
وقال كادار العبد الله المقيم في حي الزاهرة بدمشق إن لغة إعلام “النظام” بدأت تنحو منحى تحريضي ضد الكرد منذ عامين، معتبراً أن قيام الإعلام الرسمي بوصف الكرد بالخيانة “يدل على إفلاس أخلاقي لهذا الإعلام”.
وأضاف: “في الإعلام الحكومي فقط مسموح أن يشتم الكردي وأن يوصف بالانفصالي والعميل. فيتشارك المذيع والمراسل والضيف في شتم وتخوين والتحريض على الكردي السوري”.
والخطاب الإعلامي الحاد الذي تبثه وسائل إعلام حكومة دمشق ضد مناطق الإدارة الذاتية بات يؤرق العائلات والطلاب الكرد المقيمين في دمشق بحسب شهادات لهذه العائلات، لا سيما أن الكرد في دمشق باتوا “يعانون من مضايقات وحساسيات نتيجة الكراهية التي تغذّيها وسائل الإعلام الحكومية”.
وقالت هيلين خليل التي تعمل في شركة للأدوات الطبية في دمشق، إن انعكاسات حملات التحريض بدأت تظهر في الشارع، “أصبحت أعاني شخصياً منها من خلال حساسيات بيني وبين زملائي في العمل والجيران من الموالين للحكومة السوري”.

وعزا ربيع السالم (اسم مستعار)، وهو محامي يقيم في حي المزرعة بدمشق، الهدف من وراء حملات” الإساءة” و”التخوين” التي تطلقها وسائل الإعلام الحكومية هو “مخاوف الحكومة من أن يتم طرح قوات سوريا الديمقراطية كبديل عن المؤسسة العسكرية للنظام السوري.”
وأضاف: “استيعاب قسد لمختلف المكونات الدينية والمذهبية والعرقية ضمن صفوفها يثير مخاوف النظام من أن تكسب هذه القوات ثقة وتأييد الأوساط المؤيدة للحكومة السورية خاصة في ظل امتعاض كبير من أداء الحكومة السورية خلال الفترة الماضية”.
وكانت العاصمة السورية دمشق قد شهدت، خلال العامين الفائتين، جولتين من المحادثات بين مجلس سوريا الديمقراطية ومسؤولين حكوميين دون أن تسفر عن اتفاق سياسي.