سكان من إدلب: التصعيد مستمر والقوات الحكومية قد تتقدم والموقف التركي لا يطمئن

إدلب – نورث برس

يتخوف سكان مدينة إدلب من بدء عملية عسكرية من جانب قوات الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها في منطقة خفض التصعيد، وتتزايد عوامل الخوف هذه مع ضبابية الموقف التركي بنقاطه التي فشلت في منع تقدم القوات الحكومية وسيطرتها على مناطق في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

كما تأتي هذه المخاوف بعد تحشدات لقوات النظام السوري وروسيا على أطراف جبل الزاوية وريفي حماة و اللاذقية.

وقال مصطفى الحميد (39 عاماً)، وهو من سكان مدينة إدلب، لـ “نورث برس”، إنّ العمليات العسكرية بين قوات الحكومة السورية والميليشيات الموالية له من طرف وفصائل المعارضة المسلّحة من طرف آخر، “ستبدأ لا محال، مهما تأخر توقيت المعركة”.

وأضاف أن “مخاوف السكان ليست من بدء المعركة بين الطرفين، بقدر ما هي من عدم إيفاء تركيا بوعودها، وعدم منعها قوات النظام من التقدم، ولا يزال موقفها من هذه المعركة مجهولاً حتى اليوم”.

أمّا شادي العمر (41 عاماً)، وهو نازح من مدينة حماة، ويسكن في مدينة إدلب، فقال لـ “نورث برس”: “إننا نراقب الوضع ككل السكان، ولا نستبعد نهائياً تسليم جبل الزاوية وأريحا لروسيا من قبل تركيا، فسبق أن قامت تركيا بتسليم مناطق للقوات الحكومية والروس في ريف حماة، ومعرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي”.

وأضاف: ” لم نعد نثق بكلام الفصائل العسكرية في إدلب، لأنها هي وقرارتها باتت مرهونة بالأوامر والإملاءات التركية التي لا يمكنها مخالفتها”.

وأشار “العمر” إلى أن “أي عملية عسكرية للقوات الحكومية باتجاه جبل الزاوية، تعني موجات نزوح من الريف باتجاه مدينة إدلب ومن مدينة إدلب باتجاه الحدود السورية التركية، ونأمل ألّا يحصل هذا”.

ومن جهته قال أحمد الكامل، وهو صحفي من مدينة إدلب، لـ “نورث برس”، إن السكان في مدينة إدلب وحتى ريفها، لا يثقون كثيراً بالنقاط العسكرية التركية المنتشرة في معظم مناطق ريف إدلب.

وأضاف: “النقاط نفسها لم تمنع تقدم النظام السوري في كل من ريف إدلب الشرقي وحماة الشمالي وحلب الغربي، وشاهدنا غياب الدور الكامل لهذه النقاط، حتى أن النقاط والقوات التركية نفسها تعرضت للقصف قبل قوات النظام وروسيا لعدة مرات، وبشكلٍ مباشر في مورك شمال حماة وشير مغار في الريف الشمالي الغربي وغيرها”.

وقال “الكامل” أيضاً إن “تركيا تقول إنها دخلت إدلب لـ حماية المدنيين، لكنها لم تفعل ذلك، بل على العكس تماماً، كانت تركيا سبباً بنزوح وتهجير مئات آلاف المدنيين من منازلهم، إضافةً لكونها سبباً رئيسياً لسيطرة قوات النظام على مناطق لم يكن يحلم أن يسيطر عليها”.

وشدد على أنّ التفاهمات التركية الروسية تعلو فوق أي شيء، فتركيا بالطبع لن تدخل بحرب مباشرة مع روسيا، “إضافة إلى أنّ قضية إدلب أصبحت اليوم مرتبطة بليبيا واليمن وغيرها، وهذا ما يؤكد لنا أنّ كل دولة تعمل من أجل مصالحها لا أكثر”.

وقال مصطفى بكور، وهو ناطق باسم جيش العزة، في وقت سابق لـ”نورث برس”، إنّ معركة إدلب وخاصّة في منطقة جبل الزاوية تلوح في الأفق، رغم أن تركيا ألمحت أكثر من مرة إلى أنّها لن تسمح للقوات الحكومية وروسيا بالسيطرة على المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي M4.

وأضاف أن “المعركة المتوقعة، إن حصلت، فإنّها ستكون الأخيرة للفصائل إن خسرتها، وستكون بداية النهاية للنظام السوري إن خسرها، وأي تقدّم للمعارضة يعني توجهاً دولياً لفرض الحل السياسي وفق جنيف”.