رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
شهد المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الكثير من المتغيّرات المجتمعية والسياسية خلال السنوات الـ/13/ الأخيرة، وهي عمر الانقسام بين حركتي فتح وحماس، حيث أدت إلى انقسام شطري أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال ماهر الطباع، وهو خبير بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية ويقيم في غزة، إنه مهما بلغت الخسائر الاقتصادية جراء الانقسام، فإن “الفلسطينيين قادرون على تعويضها”، إلا أن الخسائر المجتمعية وما ولد من أوجاع وحقد بين حركتي فتح وحماس، مروراً بالتفسّخ المجتمعي الذي حدث، يحتاج إلى سنوات طويلة ومجيء جيل جديد حتى يتم معالجة الانقسام وخسائره المجتمعية الكبيرة.
وأضاف، في حديث لـ”نورث برس”، إن الانقسام السياسي والفكري بين فتح وحماس تحوَّل إلى انفصال مناطقي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإن الانقسام الفلسطيني على مدار هذه السنوات ولَّد حالة من الفجوة والتباين الاجتماعي والاقتصادي بين المواطنين الفلسطينيين أنفسهم تبعاً للمنطقة التي يسكنونها. فظهرت مصطلحات “إحنا وانتو”.
ورأى “الطبّاع” أن هناك تحديات كبيرة تعترض إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة.
وأشار إلى أن “حلم الدولة الفلسطينية تلاشى”، والشباب الفلسطيني بات بلا أمل في ظل مستقبل قاتم بفعل ممارسات قادتهم.
في المقابل، قال بسام عورتاني، وهو أستاذ في علم الاجتماع، إن الواقع الاجتماعي الفلسطيني المُقسَّم والممزَّق مناطقياً وجِهوياً وسياسياً كان هكذا حتى قبل الانقسام، “ولكن جاء الانقسام السياسي ليقوم بتعريته وكشفه وتكريسه”.
وأشار “عورتاني”، في حديث لـ”نورث برس”، إلى أن الانقسام الفلسطيني عبَّر عن حالة المجتمع الفلسطيني الممزَّق بشكل حقيقي؛ إذ أن قطاع غزة له خصوصيته وهمومه وواقعه الاجتماعي المختلف دائماً عن الضفة الغربية والعكس صحيح.
وهذا يعني، وفق عورتاني، أن هذه الحالة المجتمعية والمناطقية الفلسطينية انعكست بشكل سياسي وتعمّقت أكثر بعد وقوع الانقسام وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
لكنّ “عورتاني” يقرُّ أن عمليات الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة كان له الوقع والتأثير المباشر، وقد ترتب عليه مشاكل اجتماعية لدى الناس المتضررين، فهناك فلسطينيون دفعوا ثمناً باهظاً بسبب مواقفهم السياسية.