تفشي وباء كورونا بريف حلب الشمالي في ظل افتقار المنطقة لأجهزة وكوادر طبية

ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس

 تشهد مناطق بريف حلب الشمالي، حيث يقطن مهجرو عفرين انتشاراً لفيروس كورونا المستجد، حيث سجلت المنطقة خلال أقل من شهر /37/ إصابة، بينها ثلاث وفيات، جميعها في القرى والبلدات،  في ظل مخاوف من تسجيل أعداد كبيرة وانتقال العدوى إلى المخيمات وسط افتقار المنطقة لأجهزة وكوادر طبية مختصة.

وقالت هيفين حسين، الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بريف حلب الشمالي أكثر من العدد المعلن عنه، “العدد المعلن أقل من الإصابات على أرض الواقع، لأن هناك حالات لم تظهر عليها أعراض الفيروس بعد، وهناك حالات أخرى لم تراجع النقاط الطبية نتيجة رفضهم وخوفهم من الخضوع للحجر الصحي “.

وأشارت إلى أنه مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد بريف حلب الشمالي في الخامس من الشهر الجاري، تم الإعلان عن عدم استقبال المرضى والمراجعين في العيادات العينية والداخلية والنسائية في مشفى “آفرين”.

ولفتت “حسين” إلى أنه تم تفريغ المشفى، الذي هو الوحيد بريف حلب الشمالي، لاستقبال الحالات الإسعافية فقط وحالات الاشتباه بفيروس كورونا المستجد.

وعن سبب انتشار الفيروس المفاجئ بريف حلب الشمالي، قالت الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة بريف حلب الشمالي إن حركة الذهاب والإياب من وإلى مدينة حلب التي تشهد تفشياً بالفيروس كانت سبباً لانتشار الفيروس.

وكان الهلال الأحمر الكردي بريف حلب الشمالي ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين قد حذّرا، الأسبوع الماضي، من وقوع كارثة إنسانية في حال تفشّي فيروس كورونا المستجد بمناطق ريف حلب الشمالي، حيث “تفتقر المنطقة لأدنى شروط الرعاية الصحية ومقومات الحياة”.

وقامت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، مؤخراً بعد تسجيل إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، بتجهيز مركزاً للحجر الصحي في قرية “حساجك” للحالات المؤكدة بالفيروس، إلا أن المركز يفتقر لأجهزة الأوكسجين والمنافس والكوادر الطبية المختصة.

وقال هوكر عبدو، وهو إداري مركز الجر الصحي، إنه “يتم حجر كل الحالات ضمن مركز الحجر باستثناء حالات اصابة العائلة بأكملها، فيتم حجرهم منزلياً”.

وأضاف أنهم يقومون بمراقبة الحرارة والحالة العامة للمصاب كل ساعتين ضمن المركز وإجراء التحاليل والصور اللازمة كل خمسة أيام تقريباً، وذلك حسب وضع المريض، أما “بالنسبة  للحالات التي تخضع للحجر المنزلي، نقوم بالتواصل مع المصابين لمراقبة تطور حالتهم، وفي حال ساءت حالتهم ننقلهم للمركز”.

وأشار إلى أن مركز الحجر الصحي يعاني من نقص حاد في الكادر الطبي لمعظم الاختصاصات وخاصة المخبريين والأطباء أخصائيي الأمراض الصدرية، بالإضافة لنقص الأجهزة كالمنافس وأجهزة الأوكسجين واللباس العزل الخاص.

وأضاف “عبدو”: “يوجد في مركز الحجر الصحي ست منافس فقط، رغم أننا الآن بمرحلة ازدياد الحالات وتفشي الوباء”.

ولفت إلى أنه في حال ازدياد الإصابات بالفيروس، “لن يكون مركز الحجر الوحيد كافياً لاستيعاب العدد، لذا سنكون أمام كارثة إنسانية كبيرة”.

وتعيش /1.765/ عائلة مُهَجَّرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي العودة وبَرخودان وسَردَم والشهباء وعفرين، في حين يقطن قسمٌ آخرٌ من مُهَجَّري عفرين في منازل شبه مدمرة في /42/ قرية وبلدة بريف حلب الشمالي، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين، والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.

من جانبها، قالت سكينة عربو، وهي إدارية في نقطة الهلال الأحمر الكردي في مخيم “سردم” الخاص بمهجري منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، إن مراكز الهلال الكردي كانت تعاني قبل انتشار فيروس كورونا المستجد بالمنطقة من قلة الإمكانات الطبية والكوادر الطبية المختصة “، لكن تسجيل حالات إصابة في المنطقة يضعنا في حالة حرجة”.

وأشارت إلى وجود سبع نقاط للهلال الأحمر الكردي متوزعة بريف حلب الشمالي، “ولكن بسبب نقص الكادر الطبي والاختصاصيين وتوزيع أعضاء الهلال على الحواجز لفحص الوافدين من مدينة حلب وعلى الطرق الرئيسية الفاصلة بين النواحي، اضطررنا إلى إغلاق إحدى النقاط”.

وأعربت عربو عن تخوفها من انتقال الفيروس إلى المخيمات التي يقطنها مهجرو عفرين  بريف حلب الشمالي، “كما أن اتباع قواعد التباعد الاجتماعي صعبة التطبيق في المخيمات لأنها مزدحمة بالمهجرين، والخيم قريبة من بعضها، والحمامات مشتركة”.