واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال بسام صقر، عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية في ممثلية واشنطن، الأربعاء، إنه يرى في تناقض المطالب التي يطرحها وفد دمشق مع مطالب المعارضة وغياب النوايا الحقيقية للتغيير سبباً كافياً للاعتقاد بفشل الجولة الحالية من محادثات جنيف على غرار سابقاتها.
وأشار “صقر” في حديث لـ”نورث برس”، إلى مفارقة تمسّك المعارضة بشدة باتفاق “الأناضول” بين الحكومة السورية وأنقرة لضمان بقاء القوات التركية شمالي سوريا.
وقال إن هناك “نقاط ضعف تقود إلى فشلٍ تلو الآخر في المحادثات السياسية، ويضاف إليها فداحة الخطأ بعدم تمثيلنا كـ(مسد) في اللجنة الدستورية رغم الوزن السياسي والعسكري على الأرض وتمكننا من دحر داعش”، على حدِّ قوله.
وقال أيضاً أن “مساعينا لحثِّ الولايات المتحدة على مساعدة المنطقة للنهوض اقتصادياً ومواجهة أزمة وباء كورونا عبر إيصال المساعدات الطبية والإنسانية هي أولوية في محادثاتنا مع وزارة الخارجية الأميركية”.
وأضاف أنه “على الرغم من الجهد الأميركي لتحسين الوضع وإطلاق الوعود إلا أنها لا ترتقي بعد للمستوى المطلوب، حيث تحتاج المنطقة إلى حملة كبيرة من المساعدات”، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن صانع القرار في الولايات المتحدة يفهم اليوم مدى خطورة تحدي انتشار المنظمات الإرهابية واستمرار تهديد تنظيم “الدولة الإسلامية” للمنطقة، بالإضافة إلى التهديد التركي و”التحريض المبطّن من قِبل دمشق لفتنة عربية-كردية في المنطقة”.
ورأى “صقر” أن معظم السياسات الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة في ملفٍ مثل الملف السوري، تخضع لرؤية أميركية طويلة الأمد لا تتأثّر بشكل جذري بتغيّر السياسات في أميركا والحزب الحاكم، حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالسياسيات التركية ودورها الإقليمي، قال إن “تركيا تحاول فرض هيمنتها الإقليمية على امتداد المنطقة في أحلام تتمحور حول العودة إلى عصر الإمبراطورية العثمانية”.
ورأى في هذا الطموح والتنافس التركي-الروسي سبباً في اندلاع المزيد من الخلافات بين أنقرة وموسكو في سوريا.
وتدعم تركيا كافة الجماعات المسلّحة في إدلب بما في ذلك “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) التابعة لتنظيم “القاعدة”، ما يؤدي إلى تجدد الخلاف التركي-الروسي وضعف الهُدن التي لن تدوم للأبد خاصةً أن سوريا بالنسبة لتركيا باتت أشبه بغرفة العمليات ونقطة انطلاق الجماعات المسلّحة ورؤى الإسلام السياسي التي يستخدمها أردوغان اليوم للتوسّع باتجاه ليبيا، بحسب “صقر”.
ورأى عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية في ممثلية واشنطن، أن روسيا مستمرة باستراتيجيتها الهادئة في إطار العلاقة مع تركيا.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على تحجيم وتقليص الدور التركي تباعاً على الأراضي السورية، حيث يتم تقزيم المناطق الخاضعة للسيطرة التركية مع الوقت، فبعد أن كان أردوغان يتوعّد ويقول أنه سيرد ويهجم وينتقم إذا ما اقترب الروس من سراقب، لم يفعل شيء ولم يعُد طريق الـ(M5) خطاً أحمراً بل بات الروس والنظام يقتربون من السيطرة على الـ(M4) أيضاً، حسب ما ذهب إليه “صقر”.