عادات متوارثة في السويداء تعيق الالتزام بالتدابير الصحية الخاصة بـ”كورونا”
السويداء – نورث برس
يشكّل الالتزام بالعلاقات الاجتماعية والعادات المتوارثة في مدينة السويداء، عائقاً أمام الالتزام بالتدابير الصحية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا في المنطقة، ذلك أن مواجهة انتشاره تتطلّب وعياً وتباعداً اجتماعياً لتجنيب النفس والمجتمع مخاطره.
وقال آدم الحناوي (٤٠ عاماً)، وهو طبيب من سكان مدينة صلخد، في حديثٍ لـ”نورث برس” إن “لدى سكان محافظة السويداء سلوكيات وجلسات وعادات تُعتَبرُ سبباً أساسياً في انتشار الأمراض وانتقالها، كشرب “المتة” بكأس واحدة، والقهوة المرّة بفنجان واحد، والمصافحة والتقبيل بين الرجال في كل المناسبات، فكيف ونحن نسعى وندعو للوقاية من فيروس كورونا؟”
وأضاف أن على السكان أن يتحلّوا بالوعي في هذه الظروف، وأن يتخلّوا عن سلوكيات غير صحية، تسبب تفشياً لفيروس كورونا بين السكان، فـ”التخلي عن تلك العادات المتوارثة لا يقلّل من محبتنا وترابطنا، بل هو الآن واجب أخلاقي علينا جميعاً التقيد والالتزام به”، حسب تعبيره.
ويقول زين أبو رسلان (٦٥ عاماً)، وهو مؤرِّخ للتراث الشعبي في محافظة السويداء، لـ”نورث برس”، إن “المضافة في السويداء وتقديم القهوة المرّة، على كل الضيوف بفنجان واحد أو فنجانين، عادات يومية وأصيلة في المنطقة، ولا يمكن الاستغناء عنها”.
وأضاف أنه لا يمكن الاكتفاء بالترحاب والسلام على الضيوف بمصافحة فقط أو عن بعد، بل يجب احتضان الضيف وتقبيل وجنتيه ثلاث مرات على الأقل، دلالة على حرارة الاستقبال، “وفي الأعراس تُعقَدُ حلقات الدبكة ويتكاتف بها الرجال ويدبكون على أصوات المجوز والشبّابة”، حسب قوله.
وتقول مريم مسعود (٥٠ عاماً)، وهي مدرِّسة مادة السلوكيات والأخلاق في كلية التربية الثانية بالسويداء، لـ”نورث برس”: لا يمكن التخلّص من السيء من بين العادات المتوارثة، في فترة زمنية قصيرة، بل يتطلّب جملة من المقدمات التوعوية والتثقيفية والمُناطة بالدور الحكومي في جانب كبير منه.
وأضافت: “نتعرض في هذه الأوقات لجائحة فيروس كورونا، ولابدّ من إعمال العقل والوعي في التصدي له، ولن يكون ذلك إلّا بمحاربة الجهالة لدى شريحة من السكان، لا يودون إدراك أن كورونا مرض قاتل، تفشى في المجتمع”.
وتابعت بأن المجتمعات عبر تاريخها الطويل، ارتقت ونبذت كل عادة كانت سبباً في إيذاء أفرادها، وطوّرت العلاقات الاجتماعية، حفاظاً على الصحة العامة بين السكان، وهو ما يجب أن يتم بسرعة بيننا، وفقاً لتعبيرها.
ويقول سعيد الأطرش (٧٠ عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، لـ”نورث برس”: تستمر جلسات العزاء بعد الوفاة لمدة ثلاثة أيام، يستقبل أهل المتوفى المعزين من الرجال في المضافة، وأمّا مجالس النساء فهي مستقلة وتُعقَدُ في الغرف الداخلية للمنزل.
وأضاف أن هذه العادات “تستمر رغم ما تواجهه من نقد من جانب الشباب، الذي يعتبر العادات نوعاً من فيض المشاعر، ولا بُدّ من تخفيفها لأنها باتت عامل خطر في ظل انتشار فيروس كورونا”.