المشافي الخاصة بحلب… ارتفاع أسعار الطبابة بالتزامن مع انتشار كورونا وتدني الوضع المعيشي
حلب – نورث برس
تشهد مدينة حلب، في الآونة الأخيرة، ارتفاعاً في أسعار الطبابة بالمشافي الخاصة، بالتزامن مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وسط نقص أجهزة التنفس الاصطناعي في المشافي الحكومية وتوقفها عن استقبال المصابين.
ويشتكي سكان المدينة من أن المشافي الخاصة بحلب انتهزت عدم استقبال المشافي الحكومية للمصابين بفيروس كورونا، لترفع أسعار “المَنافس” التي يحتاجها المصابون من الحالات الحرجة.
وقال زياد البوشي (34 عاماً)، وهو من سكان حي العزيزية بحلب، لـ”نورث برس”، إنّه احتار في إبقاء والدته المريضة في المنزل أو نقلها إلى مشفى خاص، لأن المشافي الحكومية لم تَعد تستقبل المرضى، حسب قوله.
وأضاف: “أدخلت والدتي المشفى السوري التخصصي بحي حلب الجديدة، رغم أنّ الأسعار لم تعد تُحتَمل، فإقامة ليلة في المشفى كلفتني /300/ ألف ليرة بينما طلب مشفى آخر/450/ ألف ليرة سورية، مقابل مبيت ليلة واحدة”.
واتّهم “البوشي” المشافي بـ”الخروج عن مهمتها الإنسانية، وامتهان التجارة بحياة السكان”، ذلك أنه تبيّن بعد خمسة أيام من الإقامة وإجراء جميع التحاليل، أن والدته لا تحمل الفيروس، “أي أن جميع المبالغ التي دُفعت، كان لا داعي لها”.
وقال علي الأعرج (42 عاماً)، وهو من سكان المدينة، لـ”نورث برس”، إن “أسعار العلاج في المشافي ارتفعت بالتزامن مع تدني الوضع المعيشي، فيما لا تريد المشافي إنقاذ المصابين في ظل انتشار فيروس كورونا، بقدر ما تريد وضعهم على أجهزة التنفس”.
وأشار “الأعرج” إلى أنّ تسعيرة مبيت ليلة واحدة في الإنعاش كانت تصل إلى /40/ ألف ليرة سورية، قبل انتشار فيروس كورونا، ولكن المشافي تتقاضى الآن أكثر من ثلاثة أضعاف السعر السابق.
وتساءل: “أين هو الدعم الحكومي لمنع انتشار الفيروس، إذا كانت مشافي القطاعات الحكومية غير قادرة على استقبال المرضى؟”
وقال نقيب صيادلة حلب، محمد منجو، لـ”نورث برس” إنّ ارتفاع أسعار الإقامة في المشافي الخاصة، يعود لعدة أسباب أبرزها ارتفاع سعر الصرف في الآونة الأخيرة، بعد أن رفع البنك المركزي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، وصعوبة تأمين كافة المستلزمات للوقاية من فيروس كورونا.
وأضاف “منجو” أنّ المشافي الخاصة تشهد ظروفاً صعبة في ظل انتشار كورونا في البلاد، لأن معظم الدول الأجنبية تمتنع عن بيع الأدوية للمشافي بطرق مباشرة، ما دفع المشافي إلى رفع تسعيرة خدماتها، كونها تؤمن الأدوية والمستلزمات بطرق أخرى لم يُسمِّها.
وأشار إلى أنّ المشافي الحكومية تواجه أيضا مأزق تأمين المستلزمات، وهي غير قادرة على استقبال عدد كبير من المصابين، “ولذلك قمنا بتخصيص أرقام أطباء متجولين لمنازل المصابين، لمتابعة حالاتهم بالمنزل مجاناً، لمساعدة السكان في هذه الظروف الصعبة”، حسب قوله.
واتّهم “منجو” في ختام حديثه منظمة الصحة العالمية، بأنّها لم تتّخذ أي إجراء لمساعدة الحكومة السورية في التصدي لفيروس كورونا في سوريا، “إذ كان يجب عليها المساهمة في تخفيف العقوبات الاقتصادية، وبالأخص فيما يتعلق بالناحية الصحية، لإنقاذ السوريين من الموت بفيروس كورونا”، حسب تعبيره.