طرق التهريب إلى تركيا.. صعوبات مستمرة يعانيها سكان ريف إدلب
إدلب – نورث برس
مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في أرياف محافظة إدلب، والخشية من تقدّم قوات الحكومة السورية في الريفين الجنوبي والشرقي، يتملّك الكثير من سكان ريف إدلب هاجس الوصول إلى الأراضي التركية وسط تحكّم المهربين بطرق الوصول وكيفية اجتياز الحدود السورية-التركية على أمل الوصول إلى بر الأمان.
وقال عبد الرزاق مراد (27 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة، لـ”نورث برس”: إن المهربين يخيّرون السكان بين طريقتين للتهريب؛ الأولى بدون كفالة، وفيها يدفع الشخص الواحد /600/ دولار أميركي، بينما الثانية مكفولة لكنها تتراوح بين ألفٍ وألفي دولار للشخص الواحد.
وأضاف الشاب أنّه وبعد بدء العمليات العسكرية في ريف إدلب الشرقي، “توجّهنا إلى مخيم دير حسان في ريف إدلب الشمالي، وكانت الأحوال المعيشية في المخيم سيئة للغاية، بقينا فيه نحو شهر، وقد عانيت وعائلتي بسبب سوء الأوضاع المادّية، بعدما تركنا كل ما نملك ونزحنا قبل نحو عام”.
“سوء الأوضاع المادية وعدم توفر فرص العمل في إدلب وريفها، دفعني إلى محاولة الدخول إلى تركيا برفقة عائلتي المؤلّفة من أربعة أشخاص، إلّا أنّ الأمر لم يكن سهلاً”، بحسب قوله.
وتابع: “منذ أول محاولة تعرضنا لإطلاق نار مفاجئ من حرس الحدود التركي المقابل لقرية أورم الجوز غرب إدلب، ما أدى لإصابة شخص بجراح، فاضطررنا للعودة إلى المخيمات خوفاً على حياتنا”.
وقال خالد حسن (54 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي، لـ”نورث برس”، إنّه يحاول منذ أكثر من شهر دخول تركيا برفقة عائلته المؤلَّفة من /10/ أشخاص، إلّا أنّه لم يتمكن من ذلك، “حيث حاولنا الدخول من عدة مناطق بريف إدلب الغربي، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل”.
وأشار “حسن” إلى أنه في كل مرة كانوا يفشلون فيها للدخول، كانوا يتعرضون للضرب المبرح من قبل حرس الحدود التركي، “الجندرما لا يخافون الله ولا يحترمون كبيراً ولا صغيراً”.
وأضاف: “حرس الحدود التركي قاموا بإهانتنا بطريقة مذلّة، وقاموا بعد ضربنا بدون رحمة بإطعامنا التراب وسقينا المياه الآسنة”.
وبعد خمس محاولات فاشلة، استطاع أحمد الموسى (28 عاماً)، عبور الحدود السورية التركية، عبر طريق ترابي وعر وطويل، بحسب ما قاله لـ”نورث برس”.
وأضاف: “قام أحد المهربين في ريف إدلب بإرشادي للطريق، مقابل مبلغ تجاوز /800/ دولار، إلّا أنها محاولة انتحارية، فقد دخلت وحيداً، متسللاً من بين عشرات الجنود الأتراك، وزحفت على بطني نحو /600/ متر، مبتعداً عنهم، واختبأت تحت الأشواك لساعات”.
أمّا أبو الفوز (اسم مستعار)، وهو مهرِّب في منطقة دركوش بالقرب من الحدود التركية، فقال لـ”نورث برس”: هناك طريق تهريب إلى مدينة الريحانية في تركيا يستغرق ثلث ساعة ويتضمن تسلّق الجدار الحدودي، بتكلفة /600/ دولار، حيث يخرج في الدفعة معي /10/ أشخاص من هذا الطريق”.
ويقرُّ “أبو الفوز” بأنه سبق وأُلقي القبض على عدّة مجموعات من الذين أدخلهم إلى تركيا عبر الطريق ذاته.
وتقوم مكاتب “أمن الحدود” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، أو “مكاتب التهريب” كما يسميها سكان المنطقة، منذ سنوات، بقبض مبلغ /50/ دولار أميركي، كبدل لمنح “ترخيص” للشخص الذي يسعى للعبور إلى الجانب التركي برفقة مهرّبه أو دليله.
وتضمن مكاتب “أمن الحدود” مقابل المبلغ المدفوع، إرغام المهرِّب على إعادة المبلغ الذي دفعه الطرف الأول له، في حال تمّ ترحيله إلى إدلب من قبل حرس الحدود التركي، بحسب المهرِّب “أبو الفوز”.