عجز مشافي القامشلي عن مواجهة كورونا بسبب نقص الأجهزة وتوقف دعم المنظمات الدولية
قامشلي – ريم شمعون – نورث برس
تمتنع مشاف وعيادات خاصة في القامشلي، شمال شرقي سوريا، منذ حوالي أسبوعين، عن استقبال مرضى تظهر عليهه أعراض الإصابة بفيروس كورونا بسبب افتقارها إلى الأجهزة الطبية والمنافس الاصطناعية اللازمة للعناية بالحالات المصابة أو المُشتَبه بإصابتها بـ”كوفيد 19″، وذلك وسط نقص دعم المنظمات والمؤسسات الصحية الدولية للقطاع الصحي في شمال وشرقي سوريا.
وقال زياد عبدالله، مدير مشفى الرحمة في مدينة القامشلي، إن عدم قدرتهم على إجراء فحوص وأخذ مَسَحات للمريض داخل المشفى يعود لعدم جاهزية المشافي وعدم توفّر الأجهزة الطبية.
وعلّل رفض بعض الأطباء استقبال مرضى يُشتَبه بإصابتهم بفيروس كورونا بخوفهم من انتشار الفيروس داخل المشافي غير المُجهَّزة.
وأضاف “عبدالله”: “في حال ازدياد الإصابات في مناطقنا، لن تستطيع المشافي الخاصة استقبال أي مرضى أو المساعدة في احتواء المرض، مشافينا تفتقر لأبسط الأجهزة، ويجب دعم المنطقة لأن الإصابات بالفعل في تزايد يومي مستمر”.
وكان أطباء ومديرو مشافٍ خاصة في القامشلي قد ناشدوا، منذ آذار/مارس الماضي، منظمة الصحة العالمية لتقديم المساعدة للمنطقة لمواجهة احتمالات تفشّي فيروس كورونا المستجد.
وتحتوي القامشلي على عشر مشاف تتبع للقطاع الخاص وتعتبر وجهة للمرضى من مدن ومناطق الجزيرة، لكنها تعاني من إمكانات قليلة لمواجهة انتشار إصابات كورونا في المنطقة.
من جانبها، قالت روجين أحمد، الناطقة باسم لجنة الصحة في مقاطعة القامشلي، لـ”نورث برس”، إن إقليم الجزيرة يمتلك أربعة مراكز حجر خاصة بالمصابين بفيروس كورونا وهي في ديرك، القامشلي، والحسكة بالإضافة لمشفى كوفيد 19 في الحسكة، وهي أربعة من أصل /17/ مركز حجر صحي تابع للإدارة الذاتية على مستوى شمال شرق سوريا، بحسب قولها.
إلا أنها أضافت أن هذه المراكز بحاجة لأجهزة التنفس الاصطناعية والأدوية المساعدة في علاج الفيروس، وأنهم لن يستطيعوا مواجهة الفيروس ومعالجة الحالات الشديدة في حال استمر عدد الإصابات بالارتفاع “وبقيت المنطقة محاصرةً طبياً من قبل المنظمات الدولية المعنية بأمور الصحة”، وفق قولها.
ولم تتحرك المنظمات الدولية لمساعدة القطاع الصحي في المنطقة رغم تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرقي سوريا /200/ إصابة.
وناشدت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية عدة مرات، خلال الأشهر الماضية، المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لمدِّ المنطقة بمساعدات طبية، إلا أن دخول المساعدات عبر معبر تل كوجر بقي متوقفاً منذ كانون الثاني/يناير بعد استخدام روسيا للفيتو في مجلس الأمن الدولي في كل مرةٍ طُرِح فيها إعادة فتحه.
بدوره قال مالك حنا، مسؤول منظمة الصليب السرياني، لـ”نورث برس”، إن دعم المنظمات الدولية لشمال وشرقي سوريا “خجول جداً ويقتصر على تقديم بعضها للمساعدات الغذائية وبعض المعقمات فقط”.
وأضاف أنه منذ اليوم الأول لبدء انتشار الفيروس، “بدأنا بإعداد دراسات لمستلزمات المنطقة الصحية وقدمناها للمنظمات الدولية، وكل ما استطعنا تأمينه هو /600/ سلة تحوي معقمات ومنظفات “.
كما لفت “حنا” إلى أن “الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض المزمنة باتت شائعة في المنطقة ويضطر المرضى للسفر إلى دمشق وتحمُّل مخاطر وأجور النقل لمتابعة العلاج والحصول على الأدوية، فما بالك بفيروس جديد انتشر بشكل سريع ومفاجئ؟”
وشدد على أن المنطقة “لن تستطيع تأمين احتياجاتها ومستلزماتها للوقاية من كورونا دون مساعدة من المنظمات الدولية والعالمية التي يجب أن تتحرك لدعم شمال وشرقي سوريا”.
وكان جوان مصطفى، الرئيس المشارك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد توقع في تصريح سابق لـ”نورث برس”، حدوث انفجار في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا في آواخر آب/أغسطس الحالي، وقال إنهم لا يستطيعون سدَّ الطريق أمام حدوث هذا الانفجار، ويحاولون تأخيره من خلال فرض حظر التجول.