ديفيد بولوك: الولايات المتحدة ملتزمة بدعم “قسد” وإبقاء قوات وإن بأعداد قليلة

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

قال المستشار السابق لوزارة الخارجية الأميركية ورئيس “منصة فكرة” في معهد واشنطن، ديفيد بولوك، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة ملتزمة بحزبيها بمسألة دعم الشركاء المحليين المتمثلين بـ”قسد” في شمال شرقي سوريا.

وأوضح “بولوك” في حوار أجرته معه “نورث برس”، أن القوات الأميركية ستبقى على الأرض في شمال شرقي سوريا لوقت أطول وإن كان ذلك بأعداد صغيرة.

وأشار إلى أن صنّاع القرار من الحزبين في الولايات المتحدة ملتزمون أيضاً “بعدم الاعتراف بنظام الأسد على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تفعل الكثير على المدى الطويل للضغط على الأسد لتحقيق عملية الانتقال السياسي”.

وقال إن معظم صنّاع القرار الأميركيين يدركون أن التواجد الأميركي وامتلاك الولايات المتحدة نفوذاً على الأرض السورية هو أمر مهم لعدّة أسباب في مقدّمتها “حماية تجربة المنطقة وإثبات أن السوريين يمكن أن يتمتعوا بحكم ذاتي محلي آمن  ينمو اقتصادياً بحرية خارج سيطرة النظام”.

ونوّهَ إلى أن “حماية تجربة شمال شرقي سوريا ساعد أيضاً في إيواء أعداد كبيرة من اللاجئين الهاربين من نظام الأسد، وهو أمر محرج للنظام في المستقبل ويستدعي دعم دول الجوار للإدارة الذاتية المسؤولة عن شمال شرقي سوريا، كما يشكّل التواجد الأميركي في المنطقة ضغطاً على روسيا لتحقيق نوع من الفيدرالية في سوريا”.

وأوضح أن “إبعاد مجلس سوريا الديمقراطية عن محادثات جنيف خطأ فادح وكان نتيجة للضغط التركي، إلا أن الجيد في الأمر هو أن كل الدول تعارض بعضها البعض في تلك المحادثات”.

وقال: “بكل صراحة، لا أرى في محادثات جنيف إلا مضيعة للوقت لصالح النظام وآلية فاشلة تماماً، ولا تحتاج “مسد” لأن تكون جزء منها”.

 وأفاد “بولوك” بأن منطقة شمال شرق سورية لها أهمية خاصة حيث يتنافس على مكاسبها كل من النظام وروسيا وإيران وتركيا وداعش وأمراء الحرب لـ”قدرتها على توفير الاحتياجات الاقتصادية لسكان سوريا والإدارات المعنية بحكم كل منطقة”.

وأضاف أنه لذلك، وعلى الرغم من محاولات تركيا لغزوها وضغطها الشديد، لا زلنا نرى الولايات المتحدة، ومنذ تدخلها الأول في المنطقة، تثبت استعدادها للبقاء والمساعدة في الدفاع عن المنطقة وتحصينها بمشاركة القوات المحلية، حسب تعبيره.

 وشدد على أن تبقى الولايات المتحدة وشركائها متيقظين، وفي حالة قوة وتماسك، للدفاع عن تجربة الإدارة الذاتية التي قطعت شوطاً مهماً في تأسيس التجربة التي كانت دون شك مخاطرة كبرى ولكن جديرة بالاهتمام وتملك فرص كبيرة للنجاح، على حدِّ قوله.