معارضون: تصريحات الحريري حول شمال شرقي سوريا محاولة لشرعنة الدخول التركي إلى المنطقة

إسطنبول ـ نورث برس

وصف عدد من المعارضين السوريين التصريحات الأخيرة لرئيس الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري، بخصوص دعوته لتسليم مناطق شمال شرقي سوريا إلى الائتلاف كي يقوم بإدارتها عوضاً عن الإدارة الذاتية، بأنها دعوة تفتح الباب أمام تركيا من أجل الدخول إلى تلك المناطق وبسط سيطرتها عليها على غرار مناطق شمال غربي سوريا.

وقال “الحريري” في كلمة له قبل أيام، إن “الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للسوريين، وطالب بطرد الإدارة الذاتية من شرق الفرات وتسليم المنطقة للأجسام المحلية والخدمية التابعة للائتلاف”.

وأضاف أن “المنطقة أمام سيناريوهات سيئة قادمة”.

وتعليقاً على ذلك، قال عبد الرزاق الحسين، وهو معارض سوري يقيم في السعودية، أمس السبت، لـ”نورث برس”، إن “حقيقة الأمر يتعلق الآن بالولاءات وليس بسوريا والثورة، والآن يبدو أن نصر الحريري قد اتخذ تركيا مقراً له بعد توسعة قائمة المستقلين وبعد آخر مؤتمرٍ في الرياض ورفض الحريري لبعض مخرجاته”.

وأشار إلى أن “تصريح الحريري موجَّهٌ للإعلام أكثر من كونه واقعاً أو عرضاً، وتستطيع تركيا كونها عضو رئيس في الناتو ودولة مجاورة أن تطلب ذلك لو كان متاح أمريكياً”.

وأضاف أن “الحريري هنا يقدّم نفسه بديلاً عن قسد فقط ليغدو قائداً في منطقة تخدم الأمريكان تحت مسمى الثورة وقوى الائتلاف”.

وقال إن “الحريري حاول بيع الأوهام والادعاء بأن الائتلاف جاهز جاهزية كاملة من خلال الحكومة السورية المؤقتة والدائرة الخاصة بالجزيرة والفرات في الائتلاف”.

من جانبه، قال علوان زعتر، وهو صحفي سوري معارض، لـ”نورث برس”، إن “الائتلاف لم يستطع طرد أحدٍ، وفشل سياسياً وعسكرياً وخدمياً وحتى إغاثياً”.

ورأى “زعتر” أن تصريحات الحريري “هي دعوة لدخول الأتراك وشرعنة الدخول، لكن الأتراك لا يمكنهم الدخول بهذا العمق إلا بضوء أمريكي وبالتنسيق مع الروس أيضاً، لأنهم ليسوا وحدهم في تقاسم الكعكة السورية”.

بدوره، قال خالد قمر الدين، وهو معارض سوري، إن “أمريكا تمسك زمام الأمور وتوزِّع الأدوار على النظام وتركيا وروسيا وإيران”.

وأضاف أن “السلاح التركي الذي دخل إلى سوريا ليس لإسقاط النظام، فجزء قليل منه يكفي لذلك ولكنه لاحتلال طويل الأمد”.

وفي ردٍّ على سؤالٍ حول السبب الذي يمنع تركيا أن تطلب ذلك مباشرةً من أمريكا بل وتدفع بالائتلاف على لسان رئيسه الحريري، أجاب “قمر الدين” أن “ذلك ليقولوا إن الائتلاف موجود وشرعي، لأن دخول الجيش التركي وكذلك الأمريكي غير شرعي”.

وتضم هيئة التفاوض /36/ عضواً، ثمانية من الائتلاف، وسبعة من الفصائل العسكرية، وأربعة من منصة موسكو، وأربعة من منصة القاهرة، وخمسة من هيئة التنسيق الوطنية، إضافة لثمانية مستقلين.

وتدخّلت تركيا منذ آذار/مارس 2011، في سوريا لدعم المعارضة السورية وصولاً إلى التدخل العسكري المباشر في الأراضي السورية عبر عملية “درع الفرات” في آب/أغسطس 2016.

وأعادت تركيا التدخل في عام 2018 بعدما أطلقت عملية “غصن الزيتون” بحجة تأمين الحدود التركية في شمال غربي البلاد، وفي 2019 أطلقت عملية عسكرية ثالثة تحت مسمى “نبع السلام” ضد شمال شرقي سوريا بمساندة فصائل المعارضة السورية المسلّحة التابعة لها وانتهت بالسيطرة على منطقتي سري كانيه وتل أبيض.