إيران تعرض تزويد لبنان بالسلاح وتحمِّل الإمارات مسؤولية التوسّع الإسرائيلي في المنطقة

نورث برس

عرض وزير الدفاع الإيراني محمد حاتمي، الأحد، تزويد لبنان بالسلاح، كما حمَّل الإمارات “مسؤولية توسيع مواطئ أقدام الكيان الصهيوني في المنطقة”، بحسب تعبيره.

وقال حاتمي بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية الإيرانية: “نساعد كل من يقاوم ظلم إسرائيل، ونظراً إلى الظروف الجيدة التي نتمتع بها في إنتاج الأسلحة، فنحن مستعدون لتلبية احتياجات لبنان من الأسلحة، لكن الخيار لهم”.

وحول حادثة انفجار مرفأ بيروت، أشار إلى أن “الأعداء يحاولون استغلال هذه الحادثة لصالحهم”.

وأعلن أن “يوم الجمعة المقبل سيشهد إزاحة الستار عن منتجات جديدة في الصناعات الدفاعية، فيما سيتم الإعلان عن إنجازات جديدة في مجال الصناعات الصاروخية والدفاع الجوي والطائرات المسيرة والقوة البحرية على مدى النصف الثاني من العام الإيراني الجاري” (ينتهي في 20 مارس 2021).

ولفت إلى أن الصناعات الدفاعية الإيرانية تلبي /90/ % من احتياجات البلاد الدفاعية، ولن يؤثر أي تهديد أو حظر على قدراتها الدفاعية.

وحول تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وتواجد قطع حربية أجنبية أمام سواحل لبنان، قال الوزير الإيراني: “ما حدث هو خيانة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وإذا أرادوا إيجاد مواطئ أقدام جديدة للكيان الصهيوني في المنطقة، فسيخلق حالة من انعدام الأمن ويتحمّلون مسؤولية ذلك، وسيعود ذلك بالضرر عليهم”.

بدوره، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، اتفاق التطبيع المُبرَم بين الإمارات وإسرائيل بأنه “خطأ جسيم” من قبل الدولة الخليجية، مُبدياً أمل طهران في أن تتخلّى أبوظبي عن هذا القرار.

وقال روحاني في كلمة متلفزة ألقاها أمس السبت، إن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه الخميس الماضي يمثّل “خيانة لتطلعات الفلسطينيين والعرب والمسلمين والقدس” لصالح فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة القادمة، بحسب تعبيره.

كما حذر الرئيس الإيراني من أن “الإمارات ترتكب خطأً إذا اعتقدت أنها ستتمكن من تعزيز أمنها واقتصادها من خلال التقرّب من الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأعرب عن قناعته بأن اتفاق التطبيع “لن يصبَّ في صالح حكام الإمارات وأمنهم”.

وأضاف: “نحذر الإمارات من السماح لإسرائيل بأن يكون لها موطئ قدم في المنطقة، لأن حساباتنا معها ستختلف في ذلك الوقت”.

وأشار روحاني إلى أن إيران ستتعامل بشكل مختلف مع الإمارات إذا فتحت المجال لإسرائيل في المنطقة.

من جانبه، قال الرئيس اللبناني ميشال عون أمس السبت، خلال مقابلة مع شبكة “بي إم إف تي في” الإخبارية الفرنسية، إنه يجب حل المشاكل مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام معها.

وتعهّدت إسرائيل بموجب الاتفاق بتعليق خطتها لضم أراض فلسطينية، في تنازل رحّبت به دول أوروبية وبعض الحكومات العربية التي رأت أنه يعزز الآمال بتحقيق السلام في المنطقة.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان مستعداً للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، أجاب عون: “لدينا مشاكل مع إسرائيل، ويجب حلها أولاً”.

وفيما يتعلق بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات، قال عون “إنها دولة مستقلة” في إشارة إلى الإمارات.

من جانبه، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في كلمة متلفزة الجمعة الماضية، إن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل “عمل مدان ومرفوض، وخيانة للإسلام وللعروبة، خيانة للقدس، للشعب الفلسطيني”.

واعتبره “خطوةً غادرةً وطعنةً في الظهر”، لكنه أشار إلى أنه لم يكن مفاجئاً.

ووقّعت شركتان إماراتية وإسرائيلية في أبو ظبي عقداً لتطوير أبحاث ودراسات خاصة بفيروس كورونا المستجد، في أول خطوة من نوعها منذ الإعلان عن الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل الخميس الماضي.

وهذه هي المرة الأولى التي يُعلن فيها عن توقيع شركتين إماراتية وإسرائيلية عقداً في العاصمة الإماراتية بحضور وسائل إعلام إسرائيلية، وهو أول عقد منذ الإعلان المفاجئ عن تطبيع العلاقات قبل ثلاثة أيام.

وكان الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي، الثالث من نوعه الذي تبرمه إسرائيل مع دولة عربية، وعزز احتمال التوصل إلى اتفاقات مشابهة مع دول خليجية أخرى.

وقال ترامب إن الإمارات وإسرائيل سيوقعان الاتفاق في البيت الأبيض في غضون نحو ثلاثة أسابيع.

وجاء في بيان الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، أنّه من المقرر “أن تجتمع وفود من الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة”.

والإمارات هي أول دولة خليجية تطبّع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة تأتي في أعقاب مؤشرات على التقارب في السنوات الأخيرة بينها استقبال فرق رياضية إسرائيلية والسماح لوزراء إسرائيليين بالتحدث في مؤتمرات.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأنه من المتوقع أن يتوجه رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين اليوم إلى دولة الإمارات للقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد “بغية بلورة تفاصيل اتفاقية السلام التي سيتم توقيعها بين إسرائيل ودولة الإمارات”.

وأضافت أن “العلاقات بين الدولتين سيتم تطويرها في عدة مجالات هي التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والطبي والثقافي في المرحلة الأولى، ما سيؤدي حتماً إلى إقامة علاقات دبلوماسية”.

ونقلت الهيئة عن مصدر إماراتي وصفته بالرسمي أن “النية تتجه إلى فتح سفارتين في الدولتين فور توقيع الاتفاقية باعتبار هذه الخطوة تجسيداً للتطبيع”.