الخيول العربية في الجزيرة.. ثقافة أصيلة تواجه نقص توفر الأدوية والعلاج التخصصي

تل كوجر – طريف الهلوش – نورث برس

تُعتَبرُ منطقة الجزيرة السورية من أهم مناطق سوريا في تربية وإنتاج الخيول العربية الأصلية، حيث تتركز أغلب أرسان ومرابط الخيل بشكل خاص في محافظة الحسكة، وتشهد المنطقة منافسات وسباقات سنوية لخيول مُسجَّلة في المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (WAHO).

ورغم ذلك يعاني مربّو الخيل في المنطقة من فقدان الأدوية الخاصة بها، إضافة إلى عدم وجود أطباء مختصين بعلاج الخيول، كما أن الحرب السورية وانقطاع الطرق أثرا على ورود الأدوية والأعلاف الخاصة بالخيول إلى المنطقة.

ويُقدِّر معن السعدي، وهو أحد مسؤولي مكتب الخيول في مديرية الثروة الحيوانية التابعة للحكومة السورية، في حديث لوكالة “نورث برس”، عدد رؤوس الخيل في سوريا بأكثر من /11/ ألف رأس، حوالي /3/ آلاف رأس منها في الحسكة، ومن بينها ألف رأس مُسجَّلة في المنظمة الدولية للخيول (WAHO).

 وتتوزع  الخيول على أكثر من /200/ مزرعة مُسجَّلة في مكتب الخيول بالحسكة، بحسب مكتب الخيول في الحسكة.

وأضاف “السعدي” أن مرابط الخيل في الجزيرة السورية تتوزع على قبيلتي “شمر وعنزة”، بالإضافة لمربطي الدعجانية ويمتلكه آل (طه) من قبيلة جحيش، وكحيلة المزهر عند (العاكوب) من قبيلة حرب.

وأشار إلى أن أرسان الخيل الرئيسة في سوريا هي “الكحيلة والصقلاوية والعبية والشويمة والمعنقية”، ويتفرع من هذه الأرسان مرابط عدة، “فمثلاً الكحيلة التي تُعتَبرُ أم الخيل يتفرع عنها كحيلة العجوز وكحيلة الشريف وكروش اليضاء”، وهي جميعاً موثقة كأرسان ومرابط للخيل في المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة، بحسب مسؤول مكتب الخيول في الحسكة.

وبدأت منظمة (WAHO)، والتي يقع مقرها في بريطانيا، بتسجيل الخيول العربية في مطلع ثمانينات القرن الماضي عبر أخذ شهادات وحجج أصحاب المرابط مع عينات من دم الخيل وشعرها.

وتتمثّل الأهداف الأساسية للمنظمة العالمية للجواد العربي في “الحفاظ وتحسين نقاء الدم للخيول العربية؛ لتعزيز المصلحة العامة في علم تربية الخيول العربية؛ ولتعزيز وتيسير اكتساب وتوزيع المعرفة في جميع البلدان حول تاريخ ورعاية وعلاج وتربية الخيول العربية”، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.

ويبلغ عدد البلدان التي تُسجِّل خيولها في تعريف المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة WAHO))، /69/ بلداً.

وتشتهر المناطق الجنوبية في كل من ناحيتي تربه سبي وجل آغا وتل حميس وبلدة تل كوجر في إقليم الجزيرة شمالي سوريا، بتربية الخيول العربية الأصيلة، إلا أنها تعاني من نقص الأدوية والأطباء المختصين بعلاجها.

وتشهد بلدة تل حميس، جنوب القامشلي، سنوياً عقد مهرجانات للخيول العربية الأصيلة تحت إشراف هيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية، ليتم المنافسة فيها بسباق الخيول والمهار.

وكان المهرجان الثامن للخيول العربية الأصيلة قد أُقيم في الـ/11/ من شهر تموز/يوليو الماضي، بمشاركة /120/ متسابقاً من مناطق شمال وشرقي سوريا.

وقال فاضل حسين الغربي (50 عاماً)، وهو مربي خيول في مزرعة الشيخ دهام أحمد الدهام بريف بلدة تربه سبي، شرق القامشلي، إنهم يعانون من “نقص حاد” في الأدوية البيطرية ما يؤدي في الكثير من المرات إلى نفوق الخيول.

وأكد نفوق أربعة خيول من المزرعة التي يعمل بها خلال شهر واحد، بسبب نقص الأدوية وعدم وجود الأطباء المختصين بمعالجة الخيول.

وأضاف “الغربي”، لـ”نورث برس”، أنهم كانوا يقومون سابقاً بنقل الخيول إلى مدينة حماة للعلاج، أما الآن وبسبب الأحداث التي تجري في سوريا، “تقطعت بهم السبل”، على حدِّ تعبيره.

وقال جاسم الفايز، وهو طبيب بيطري في بلدة تل حميس، إن أدوية أمراض الخيول الشائعة الآن مثل “المغص الذي يصيبها بسبب الأعلاف أو الغازات في المعدة”، غير متوفرة، بالإضافة لنقص في إرشادات العناية  بالخيول والمعرفة العلمية الخاصة بتربيتها.

وذكر الطبيب أن حرّاقات النفط البدائية التي تنتشر في هذه المناطق بكثرة تؤثر بشكل كبير على صحة الخيول، إذ كثيراً ما تتسبب بـ”سيلان لعاب ودماء من أنف الحصان” وتؤدي إلى مرضه.