جيفري: روسيا لم تتخذ بَعد قراراً بالانتقال من الحل العسكري إلى السياسي في سوريا

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

في مؤتمر صحفي حضرته “نورث برس”، أمس الجمعة، عبر الهاتف مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أعلن جيفري نيته إجراء زيارة إلى مدينة جنيف السويسرية للتنسيق مع دول أخرى قبيل انطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المقررة في /24/ آب/أغسطس الجاري.

وأفاد جيفري بأن زيارته لجنيف ستكون للتركيز على سبل تأليف دستور جديد للبلاد والدفع نحو عملية سياسية، وأنه سيلتقي عدداً من المسؤولين الغربيين وشخصيات سورية معارضة.

وقال إن نظام الأسد يعرقل عملية التوصل إلى حلٍّ سياسي حيث يصرُّ على الإبقاء على الدستور الحالي بينما ترغب المعارضة بإحداث تغييرات جذرية، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تتدخل بمجريات الاجتماعات وخطة “بيديرسون” إلا أنها تدعمها عبر تطبيق أقصى الضغوطات الاقتصادية والسياسية على النظام، في إطار “قانون قيصر”، لتحقيق هدف وقف الحملات العسكرية التي يشنها النظام وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة تضمُّ جميع السوريين، وليس انتخابات زائفة على غرار انتخابات “مجلس الشعب”، على حدِّ قول جيفري.

ونوّه إلى أن معظم دول العالم، بما في ذلك روسيا، تؤيد قرار الأمم المتحدة /٢٢٤٥/ وأنها وقعّت عليه عام ٢٠١٥.

وأضاف أن روسيا لا تطبّق الضغوطات الكافية على الأسد لإلزامه بالقرار.

وشدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا على أن روسيا قادرة على الضغط على الأسد لإجباره على تطبيق القرارات الدولية إلا أن موسكو لم تتخذ بَعد قراراً استراتيجياً حتى اليوم بالانتقال من الخيار العسكري الى الحل السياسي على الرغم من عدم مطالبة واشنطن بتغيير النظام بل بتغيير سلوكه.

ورأى جيفري أن روسيا تملك أكبر نفوذ في مناطق الأسد وأنها من ضَغَطَ على الأسد في بداية الأمر للقبول بخوض هذه المفاوضات وذلك لأن موسكو هي من سهَّل “انتصار الأسد العسكري” بعد أن تورّطت إيران بدعم الأسد وفشلت حتى تدخّلت روسيا التي أدى تفوقها من خلال القوات الجوية الى قلب المعادلة، بينما لم تعد إيران تملك القوات الكافية لخوض المعارك بشكل منفرد في سوريا، على حدِّ تعبيره.

الإدارة الذاتية” واللجنة الدستورية

ورداً على تساؤلات حول تمثيل الإدارة الذاتية في اللجنة الدستورية، قال جيفري إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ليست من صنع الولايات المتحدة، بل هي هيئة حكم أنشأها سكان شمال وشرق سوريا، وأن الولايات المتحدة تبحث عن طرقٍ لضمان تمثيل اللجنة الدستورية وعملية الانتقال السياسي لإرادة كل المواطنين السوريين بما في ذلك سكان شمال شرقي سوريا.

وأوضح جميس جيفري أن التوغّل التركي في شمال شرقي سوريا ودور المعارضة السورية والجيش التركي في شمال غربي سوريا هما ما منعا النظام السوري من إحراز أي تقدم في المنطقتين.

وأفاد بأن أهداف الولايات المتحدة بالشراكة مع قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديموقراطية في شمال شرقي سوريا بالتعاون مع التحالف تتحقق وتنجح الى حدٍّ كبير في هزيمة وإضعاف تنظيم “الدولة الإسلامية” وطرده من الأراضي التي كان يحتلها.

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا خلال المؤتمر الصحفي عن تأييده الكامل لـ”حق تركيا المشروع في شن الهجمات ضد حزب العمال الكردستاني على حدودها”.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستستمر بـ”تشجيع تركيا على القيام بعملياتها المشروعة ضد حزب العمال الكردستاني، ولكن بالتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية”، كما طالب الحكومة العراقية بالتنسيق مع تركيا لتصعيد جهودها ضد حزب العمال الكردستاني.