إدلب – نورث برس
مع تكرار المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا في مناطق خفض التصعيد، يتملك سكان هاجس حول احتمالية حدوث هجوم شامل للقوات الحكومية قريباً، كما يتسأل الكثيرون عما إذا كان لوجود القوات التركية وتوزع نقاطها في ريف إدلب الجنوبي وحماه الشمالي الغربي واللاذقية الشمالي، فائدة في منع أي تقدم قوات الحكومة السورية إذا ما قررت الأخيرة بدء هجوم جديد على المنطقة.
وتضم محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب نحو /66/ نقطة عسكرية للقوات التركية، من بينها /15/ نقطة محاصرة من قبل قوات الحكومة السورية، في أرياف حماة وإدلب وحلب، بحسب ما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال عامر الذياب، وهو نازح من جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لـ”نورث برس”: اعتبر أن تركيا هي السبب الرئيس في خسارة المعارضة لمعظم المدن والبلدات منذ دخولها سوريا قبل نحو أربع سنوات، وذلك من خلال الاتفاقيات التي تجريها مع روسيا والقوات الحكومية.
وأضاف أنّ “السكان والمعارضة لم يستفيدوا أي شيء من الدخول التركي، بل كانت كافة الاتفاقيات ضدّهم، فتركيا تعمل من أجل مصالحها لا أكثر”.
أمّا عبد الرزاق الإدلبي، وهو أحد نشطاء منطقة إدلب، فقال لـ “نورث برس” إنّ النقاط التركية في الحملات السابقة للقوات الحكومية، لم تمنع القوات المهاجمة من السيطرة على مناطق موجودة فيها، كمناطق ريف حماة وجنوبي إدلب.
وأضاف “تقدمت القوات الحكومية، وسيطرت على مناطق كثيرة، وصارت النقاط التركية محاصرة داخل مناطق سيطرة القوات الحكومية، وتعرض بعضها للقصف ما أوقع عشرات القتلى من القوات التركية، لكن ذلك لم يدفعها إلى التحرك”.
وأوضح مأمون المصري (30 عاماً)، لـ “نورث برس،” أنّه لا يعتقد أن يكون دور النقاط التركية في جبل الزاوية مختلف عن سابقاتها في ريف حماة الشمالي وجبل شحشبو وريفي المعرة وسراقب، “ستكتفي بالمشاهدة فقط”.
وتابع “إذا حصل أي هجوم للقوات الحكومية، فعلى الفصائل العسكرية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، مسؤولية الصد، فالتدخل التركي قد يكون في حال تم استهداف الجنود الأتراك بصورة مباشرة أو بالخطأ، عندها قد تعود المسيّرات التركية أو مدفعيتها، لاستهداف قوات النظام السوري بشكلٍ محدود”.
ورأى شحود جدوع، وهو ناشط إعلامي بمنطقة إدلب، في حديثه مع “نورث برس” أن وجود الأتراك اليوم بجبل الزاوية، حاله كحال وجوده في ريف حماة الشمالي ومعرة النعمان سابقاً، ولكن اليوم الاختلاف بالنسبة للسكان هو أنّ عتادا حربيا للقوات التركية دخل إلى جبل الزاوية، وبات هناك وجود لقطع عسكرية تحوي على مضادات جوية.
وأضاف “مشاركة الأتراك بأي معركة قد يبدأ بها النظام السوري، وتصديهم لأي هجوم محتمل، هو أمر مستبعد الآن”.
وقال نور نبهان، وهو نازح من ريف حماة يسكن في مخيمات دير حسان، لـ “نورث برس”: “الوضع الراهن لا يستوعب مزيد من الانحسار الجغرافي، لذلك غالباً النقاط التركية ستقوم بدور صد التقدم بشكل فعلي، ونأمل أن يكون وجودها وثقلها العسكري سبباً لانسحاب وتراجع قوات الحكومة السورية وروسيا”.