“بسبب الفساد والحرب”.. تراجع إنتاج معمل الموكيت في السويداء عشرة أضعاف خلال عقدين
السويداء – نورث برس
تراجع انتاج معمل “الموكيت” في السويداء الكائن أقصى جنوبي سوريا، خلال السنوات الماضية أقل بنحو عشرة أضعاف من طاقته الكلية، إذ كان انتاجه يغطي السوق المحلية بالإضافة إلى تصديره لعددٍ من دول الشرق الأوسط في السنوات الأولى من انطلاقته.

ويقع المعمل على طريق ظهر الجبل الى الشرق من مدينة السويداء، وهو من المعامل القديمة في سوريا حيث تم انشاؤه بشراكة بين الحكومتين السورية والأردنية عام ١٩٨٦، وتعود أصوله الريعية والربحية مناصفة بين الحكومتين حتى الوقت الحالي.
وقال محمود جانبيه (59 عاماً) وهو عامل من السويداء يتولى قسم توضيد الموكيت ونقله داخل العنابر، إن انتاج المعمل تراجع بنسبة كبيرة خلال العقدين الماضيين، حيث باتت مخازنه شبه خالية بسبب تعاقب “إدارات مترهلة وفاسدة همها الوحيد أن تملأ جيوبها وترحل”، على حد قوله.
وأضاف: “على مدار سنواتٍ مضت، حاول موظفون ممن يتمتعون بالنزاهة والجرأة داخل المعمل في أكثر من مناسبة الإشارة إلى مكامن الخلل والفساد داخل المعمل، من خلال الاجتماعات النقابية العمالية، لكن أصواتهم لم تلقَ أذاناً صاغية لدى الجهات الحكومية”.
ونوه “جانبيه” الذي يعمل منذ /32/ عاماً في أروقة المعمل، إلى أن الانطلاقة “كانت مبشرة”، حيث شهد المعمل في بداياته نسبة عالية في الانتاج موزعة على ثلاثة وردياتٍ منظمة في العمل.
وقال أجود الميمساني (45 عاماً) وهو مهندس غزل ونسيج، إن أبرز مشاكل المعمل تتعلق بضعف أداء الإدارة وغياب الخطط الانتاجية وكذلك قدم الآلات الصناعية التي “أكل الزمان عليها وشرب”.
وأردف بأنه يتطلب استراد قطع الغيار لتلك “الآلات المهترئة” من الخارج، لأنها غير متوفرة في أسواق الصناعة المحلية، وهذا الخيار صعب جداً بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة.
ومن جهته أشار أدهم راوند وهو مدير قسم التسويق إلى أن الإنتاج النصف سنوي بلغ لهذا العام نحو /١٤٤/ ألف متر مربع من الموكيت وهي كمية ضئيلة مقارنة بالطاقة الإنتاجية الكلية للمعمل والتي تقدر سنوياً بـ /١,٤/ مليون متر مربع.
وأضاف لـ “نورث برس”: “ارتفعت تكاليف الانتاج بسبب استيراد المواد الأساسية من الخارج بأسعار مرتفعة ما دفعنا إلى زيادة أسعار الموكيت بنسبة /30/ بالمئة على النخبين الأول والثاني حيث يتراوح سعره ما بين /10-12/ ألف ليرة سورية”.
وأشار إلى اعتكاف الكثير من التجار المحليين عن استجرار الموكيت إلى صالات العرض، معللين ذلك بانعدام هامش الربح لديهم وكذلك عجز السكان عن اقتناء الموكيت في “الظرف الاقتصادي البائس”.
وحول تصدير الموكيت إلى الأسواق الخارجية ألمح “الميمساني” إلى أن التصدير بات شبه متوقف ما عدا الأردن، فيما كان المعمل يصدر انتاجه سابقاً إلى مصر والجزائر والعراق ومالي.
وقال عماد كامل وهو مدير معمل الموكيت إنهم بصدد استجرار أنوال آلية حديثة من بعض الشركات والمعامل المتوقفة في سوريا، لرفع سوية العمل من جديد وإعادة عجلة الإنتاج لتغطية احتياجات السوق السورية.
وأضاف “يتم تسويق أصناف متعددة من الموكيتات حالياً، كالسادة البوكليه والعربي وكذلك المحجر برسوماتها المتنوعة الى الأسواق المحلية داخل محافظة السويداء.