الحسكة.. مصاب بكورونا يتحدث عن تجربته مع الحجر المنزلي
القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس
في حي الصالحية الواقع شمال شرقي مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، أصبح أنس (25 عاماً)، الذي يسكن مع والديه في منزل مستقل، على عتبة إنهاء أسبوعين من العيش في غرفته وحيداً دون الاختلاط مع أي شخص بما فيهم والديه.
وتمثّلت أعراض إصابة أنس بفيروس كورونا قبل /15/ يوماً في الصداع وارتفاع الحرارة والإسهال والإقياء مع فقدان حاستي الشم والذوق بشكل شبه كامل فضلاً عن ارتخاء عضلي في معظم أطرافه، لكن جميع هذه الأعراض “لم تكن شديدة”، بحسب ما حدثنا عن ذلك عبر تطبيق “واتس آب”.
واستطاع الشاب التأقلم مع المرض لأنه يعمل في قسم التخدير في إحدى مشافي المدينة ويمتلك خبرة في المجال الطبي.
وكان قد بادر إلى إجراء التحاليل بعد إصابة أحد زملائه في العمل، حيث أربكته النتيجة “الإيجابية” وعانى من شعور بالخوف المرافق للصداع في بادئ الأمر، وفق قوله.
واستطاع أنس توفير جوٍّ من العزلة لضمان عدم اختلاط الآخرين به، حيث جميع أدواته الخاصة وتلك التي تستعمل لمرة واحدة فقط، لاسيما أدوات وأواني الطعام والشراب.
وفرضت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا حظراً للتجول بدأ في السادس من آب/ أغسطس الجاري وينتهي في العشرين منه، وبسبب ضعف إمكانات مراكز العزل القليلة في المنطقة، اعتمدت هيئة الصحة العزل المنزلي للمصابين بفيروس كوفيد -19 أساساً لضبط انتشار المرض.
وقال الشاب العشريني، لـ”نورث برس”، إنه يشعر حالياً بالشفاء مع غياب الأعراض الرئيسة كالسعال والصداع والإسهال، بالإضافة إلى عودة حاستي الشم والذوق إليه، ناهيك عن تحسّن شهيته للطعام، وإنه بانتظار إجراء التحاليل النهائية لتشخيص حالته وتأكيد شفائها.
ورغم أن زملاء أنس في القسم الصحي عرضوا عليه اللجوء إلى مركز للعزل في المدينة وتوفير الخدمات الطبية له، إلا أنه فضَّل البقاء في المنزل، “كانت حالتي الصحية جيدة ولم تستدعِ دخول مركز العزل”.
وأضاف: “اعتمدت على تناول حبوب السيتامول عند الشعور بالصداع وارتفاع الحرارة إلى جانب تناول كميات كبيرة من السوائل والزهورات والفواكه بدل حبوب فيتامين سي، “أحياناً كنت أجبر نفسي على تناولها رغم فقدان شهيتي”.
كما لفت إلى أنه كان يتعرض لأشعة الشمس في ساعات الصباح الأولى.
ورغم تفضيله قضاء العزل في منزله وعدم الاختلاط مع الآخرين، إلا أن أنس يرى ضرورة عدم بقاء المريض وحده في المنزل، “خوفاً من المضاعفات التي قد ترافق المرض”، وهو ما دعا لبقاء والديه قريبين منه دون الاختلاط، رغم شعورهما بالخوف عند إبلاغهما بنتيجة التحاليل المخبرية لابنهما.
وتغلَّب أنس على انقطاع التواصل المباشر مع زملائه و أصدقائه و أقاربه من خلال التواصل عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وينصح المصاب، الذي اقترب من الشفاء ويمتلك قدراً من الخبرة في المجال الصحي، في حديثه لـ”نورث برس”، بضرورة حفاظ المصاب على التوازن النفسي وعدم الوقوع تحت تأثير الذعر من المرض الذي يجتاح العالم و يحصد أرواح الأشخاص، “فالعامل النفسي مهم جداً في الحفاظ على مناعة الجسد”.
ويحذّر مسؤولون في هيئة الصحة في الإدارة الذاتية من انفجار في حالات الإصابة مع وصول عدد الإصابات المُسجَّلة في مناطق شمال وشرقي سوريا حتى الآن إلى /171/ إصابة.
وقال محمد خلف، نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، لـ”نورث برس”، إن المريض في الحجر المنزلي يتلقى خدمات ومساعدة أفضل من تلك الموجودة في مراكز العزل مع مراقبة فرق الصحة لحالاتهم.
ويجري التعامل طبياً من قبل فرق هيئة الصحة والهلال الأحمر الكردي على مرحلتين مع المصاب، بحيث يتلقى المريض في جلسته الطبية الأولى تشخيصاً لحالته المرضية والوصفة الطبية من قبل طبيب مختص، بينما تتابع فرق الاختلاط حالته اليومية لقياس وضع التنفس لديه عبر جهاز “أوكسيمتر”، وعلى أساس حاجتهم للأوكسجين يتم نقلهم إلى مراكز العزل لتلقي الأوكسجين بحسب نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة.
وأضاف “خلف” أن عدد أجهزة التنفس الاصطناعي “قليل جداً” في المنطقة، لكن أجهزة تزويد الأوكسجين متوفرة في غرف العناية المركزة، “وهي الأكثر ضرورة من أجهزة التنفس الاصطناعي بالنسبة للحالات المصابة الموجودة حتى الآن في شمال وشرقي سوريا”.