مُهَجَّرو عفرين يخشون تفشّي كورونا في مخيماتهم بريف حلب الشمالي

ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – نورث برس

يتخوف مُهَجَّرون من منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، يقيمون في مخيم “سَردَم” ومخيمات وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي، من تفشّي فيروس كورونا المستجد في مخيماتهم وبلداتهم، وذلك بعد تسجيل إصابات مؤكدة بالمنطقة وسط غياب الدعم الحكومي والدولي وافتقار المنطقة للأجهزة الطبية والكوادر الصحية المُدرَّبة.

وقال أحمد أوسو (41عاماً)، وهو مُهَجَّر من مدينة عفرين ويقطن في مخيم “سَردَم” بقرية تل سوسين بريف حلب الشمالي، إنه يخشى انتقال فيروس كورونا المستجد إلى المخيم، “لا سيما أن المنطقة شهدت في  أيام عيد الأضحى زيارات وتوافد أبناء وأقارب للعائلات من مناطق الحكومة السورية كمدينتي حلب ودمشق، ونخشى أن يكون قد تم نقل الفيروس إلى أحد قاطني المخيم دون أن ندري”.

وأضاف أن قرب الخيم من بعضها البعض واكتظاظها بالمُهَجَّرين يزيدان المخاوف من الفيروس الذي سيحوّل، في حال انتشاره، كل خيمة إلى بؤرة لكورونا في المخيم.

ويرى “أوسو” أن الإجراءات التي تتبعها الإدارة الذاتية وإدارة المخيم غير كافية ، “ففي حظر التجول الأول في آذار/مارس الماضي منعوا دخول وخروج أي شخص من وإلى المخيم، لكنه حالياً مفتوح الباب، يخرج المُهَجَّرون ويخالطون أشخاصاً آخرين ثم يعودون، وهذا من شأنه نقل العدوى إلى داخل المخيم”.

وسجلت مناطق ريف حلب الشمالي حتى الآن /29/ إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينها حالتا وفاة، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وتعيش /1.765/ عائلة مُهَجَّرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي العودة وبَرخودان وسَردَم والشهباء وعفرين، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين، والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.

في حين يقطن قسمٌ آخرٌ من مُهَجَّري عفرين في منازل شبه مدمرة في /42/ قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

وقالت جيهان مصطفى (52عاماً)، وهي مُهَجَّرة من عفرين، وتقطن في مخيم “سَردَم” أيضاً، إنها لا تستطيع حماية أفراد عائلتها من الفيروس في المخيم، “نحن سبعة أشخاص نقطن في خيمة واحدة، وإن أصيب أحدنا بالفيروس فسنصاب كلنا”.

وأضافت: “لو كنت في بيتي في عفرين، كنت أستطيع إغلاق باب منزلي ومنع أطفالي من الاختلاط والخروج، أما هنا فليس هناك أبواب، ولا تتوفر مستلزمات الوقاية كالكمامات وغيرها”.

وكان الهلال الأحمر الكردي بريف حلب الشمالي ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين قد حذّرا، الاثنين الماضي، من وقوع كارثة إنسانية في حال تفشّي فيروس كورونا المستجد بمناطق ريف حلب الشمالي، حيث “تفتقر المنطقة لأدنى شروط الرعاية الصحية ومقومات الحياة”.

وناشد الهلال الأحمر الكردي ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين، عبر بيانهما المشترك، كافة دول العالم ومنظماتها الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر الدولي، لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة، “للحدِّ من انتشار الفيروس قدر المستطاع وتخفيض حجم الكارثة الإنسانية التي يمكن أن تحلَّ بالمنطقة عامةً”.

ويُعدُّ مشفى “آفرين” بقرية فافين، المشفى الوحيد في منطقة ريف حلب الشمالي، بالإضافة لوجود سبعة مراكز طبية للهلال الأحمر الكردي في القرى والبلدات المجاورة، لكن تلك النقاط الطبية تفتقد الأجهزة الطبية والأدوية والكوادر الصحية المُدرَّبة.

من جانبه، قال فريد أوسو، الرئيس المشارك لإدارة مخيم “سَردَم”، إنهم بهدف الوقاية من انتشار الأمراض يقومون برش المخيم بمبيدات ضبابية ودخانية، بالإضافة لتعقيم الحمامات والمغاسل وترحيل القمامة بشكل يومي.

 وأضاف: “هذا ما نستطيع فعله حسب الإمكانات المتوفرة، فلم تقدّم أي منظمة المساعدات لمُهَجَّري عفرين في ظل تفشّي فيروس كورونا في ريف حلب الشمالي”.

وكانت هيفين حسين، الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، قد قالت أمس الأربعاء لـ”نورث برس”، إنهم يواجهون بسبب ضعف الإمكانات ما أسمته “تحدياً كبيراً” للمحافظة على صحة وسلامة السكان بمناطق الشهباء بريف حلب الشمالي بعد تفشّي فيروس كورونا.