محلل تركي: ساحة المتوسط ستشهد تصعيداً كبيراً بين تركيا واليونان

اسطنبول – نورث برس

قال باحث في الشأن التركي، الثلاثاء، إن ساحة المتوسط ستشهد تصعيداً كبيراً بين تركيا واليونان، وإن التحركات التركية الأخيرة جاءت بعد أيام قليلة من الاتفاقية المصرية-اليونانية الخاصة بترسيم الحدود.

وكانت الرئاسة التركية، قد قالت في تصريح قبل أيام، إن اليونان هي من تزعزع الأمن في تلك المنطقة وتخلُّ بالاتفاقيات المُبرمة.

وأصدرت البحرية التركية إخطاراً مِلاحياً قالت فيه إن السفينة التركية “عروج رئيس” للأبحاث ستجري عمليات مسح زلزالي شرقي المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تزيد من حدّة التوتر في المتوسط إلى أعلى مستوياته.

ويأتي هذا التصعيد التركي ضد اليونان في شرقي المتوسط، عقب الاتفاق البحري “المصري اليوناني” في السادس من آب/أغسطس الجاري، والذي يقضي بتحديد وتعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين الدولتين، الأمر الذي اعتبرته تركيا “اتفاقاً باطلاً”.

وقالت الخارجية التركية، في بيان لها، إن “الاتفاقية الموقعة بين مصر واليونان باطلة بالنسبة لتركيا، والمنطقة المحددة ضمن الاتفاق تقع في منطقة الجرف القاري التركي، وقد تم إبلاغ الأمم المتحدة بهذا الموضوع”.

وادعت الخارجية التركية أنه “بموجب هذه الاتفاقية يتم محاولة اغتصاب حقوق ليبيا”.

ومحاولة لتهدئة الأمور بين تركيا واليونان، تدخلت ألمانيا التي دعت لإجراء مباحثات مباشرة فيما يخص الخلاف القائم بينهما حول شرقي البحر المتوسط.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، حسب تقارير إعلامية ومنها وسائل إعلام تركية رسمية، إن “برلين تتابع عن كثب التطورات شرق المتوسط، وتشعر بالقلق إزاء تصاعد التوتر في المنطقة”.

وشدد في الوقت ذاته “على ضرورة انخراط تركيا واليونان في مباحثات مباشرة بينهما بأقرب وقت ممكن”.

وتعليقاً على ذلك، قال طه عودة أوغلو، الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية، لـ “نورث برس”، إن “التحركات التركية الأخيرة جاءت بعد أيام قليلة من الاتفاقية المصرية اليونانية فيما يتعلق بترسيم الحدود، والتي جاءت أيضاً بعدما أبدت تركيا استعداداً للحوار مع اليونان وأرجأت مسحاً بحرياً، لكن تصريحات الرئاسة التركية الأخيرة هي إشارة واضحة على إصرار أنقرة  بشدة على عدم التنازل مهما كانت النتائج”.

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين في العاصمة أنقرة عقب اجتماعه بالحكومة التركية، كافة دول البحر المتوسط لعقد اجتماع من أجل الوصول إلى صيغة توافقية تحمي حقوق الجميع، مؤكداً أن تركيا لن تقبل تجاهل مساحتها البالغة /780/ ألف كم شرقي المتوسط.

وأضاف أردوغان: “مستعدون لحل النزاعات من خلال الحوار القائم على الإنصاف في البحر المتوسط”.

وفي هذا الجانب قال “عودة أوغلو” إنه “من الواضح أيضاً أن أنقرة لا ترغب بمواجهة عسكرية مع اليونان، لكنها ترى أن التحركات اليونانية الأخيرة غير قانونية وتمثل تصعيداً خطيراً جديداً، وتكشف دورها المزعزع للاستقرار والمهدد للسلام”.

وقال إن “الأمر المؤكد هو أن ساحة المتوسط ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة بين تركيا واليونان، مع قرار أنقرة إرسال سفنها للتنقيب عن الغاز الذي سوف يقابله تصعيد عسكري يوناني وسياسي آخر من الاتحاد الأوروبي التي تقف بجانب اليونان”.

وفي قت سابق من شهر تموز/يوليو الماضي، أكد أردوغان، أن تركيا لا تحتاج لإذن من أحد فيما يتعلق بأعمال التنقيب شرقي المتوسط، مشدداً على أنها تقوم بذلك في إطار القوانين المشروعة، ما يؤكد أن قادمات الأيام ستحمل المزيد من المفاجآت شرقي المتوسط بين تركيا واليونان.