تدابير وقائية في بلدة بريف القامشلي وعائلات تتعرض للتنمّر بعد تسجيل إصابات بكورونا

تل كوجر – طريف الهلوش – نورث برس

قال مسؤولون من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وبلدية تل كوجر على الحدود العراقية (/90/ كم شرق مدينة القامشلي)، إنهم اتخذوا مجموعة من الإجراءات الوقائية بعد تسجيل ثلاث إصابات بفيروس كورونا في البلدة، بهدف ضمان التزام السكان بحظر التجول المفروض من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وخاصة بعد تسجيل إصابات فيها، فيما اشتكت عائلات من تعرضها للتنمّر والمقاطعة من محيطها بسبب انتشار خبر إصابة أحد أفرادها.

وقال عبدالرحمن مصطفى (33 عاماً)، وهو من سكان تل كوجر، إن الالتزام بحظر التجول “ضعيفٌ جداً” بالمقارنة مع فترة الحظر الأولى في آذار/مارس الماضي، وأنه بالرغم من وجود قرار الحظر وانتشار الدوريات الأمنية إلا أن السكان لا يلتزمون بشكل كامل، مبرراً ذلك بحاجتهم إلى الخروج من المنزل وتأمين المتطلبات اليومية.

وأعاد “مصطفى” سبب عدم الالتزام إلى أن نسبة عالية من السكان من ذوي الدخل المحدود لا يستطيعون التوقف عن العمل بسبب اعتمادهم على دخل يومي من أعمالهم.

وبلغت الحالات المُسجَّلة بفيروس كورونا من قبل هيئة الصحة في الإدارة الذاتية بمناطق شمال شرقي سوريا،  حتى الآن، /119/ حالة، بينها /5/ حالات وفاة و/10/ حالات شفاء.

“شروط للسلامة”

وقال علي القانوني، رئيس بلدية الشعب في بلدة تل كوجر، لـ”نورث برس”، إن البلدية اتخذت بعض الإجراءات الضرورية للحدِّ من تفشّي جائحة كورونا، وقامت بالاستعانة بلجنة مختصة من القامشلي لإجراء عمليات تعقيم للدوائر العامة وبعض الشوارع.

وأضاف “القانوني” أنهم منعوا عمليات بيع الخبز من الأفران مباشرةً للسكان ليباع في الدكاكين بأحياء البلدة، وذلك بهدف منع الازدحام والتجمّعات أمام الأفران.

وقال أنهم فرضوا شروطاً للسلامة والوقاية في حركة البيع والشراء بالمحلات التي لا يشملها قرار الحظر الكلّي.

ومن جهته، حثَّ إداري في قوى الأمن الداخلي في تل كوجر السكان على الالتزام بتعليمات الإدارة الذاتية بخصوص الوقاية من انتشار فيروس كورونا، “لأن استخفاف السكان بالتعليمات وعدم إدراكهم لخطورة المرض إلى جانب عدم التزامهم بتوصيات الوقاية دفع الأسايش إلى تسيير دوريات في الأحياء لمنع التجمعات والاختلاط”، حسب تعبيره.

وانتشرت دوريات الأسايش والنجدة في شوارع تل كوجر، وأغلقت مداخلها الثلاثة تطبيقاً للحظر الكلّي الذي فرضته الإدارة الذاتية في السادس من الشهر الجاري لمدة /14/ يوماً في إقليم الجزيرة.

“تنمّر ومقاطعة”

وألقت إجراءات الحظر الكلّي بظلالها على حياة الناس الاجتماعية وأعمالهم التجارية الاقتصادية، خاصةً بعد إعلان هيئة الصحة عن وجود ثلاث إصابات بكورونا في تل كوجر، إحداها في ريف البلدة لشخص في العقد الخامس من العمر توفي لاحقاً في إحدى مستشفيات القامشلي.

وقال ابن شقيق المتوفى، عبر اتصال هاتفي مع “نورث برس”، إن عمه كان يعاني من مشاكل في القلب وكان قد تعرض لنوبة قلبية وخضع لعملية قسطرة قلبية في دمشق قبل بضعة أشهر.

وأضاف أنه بعد أن تم إبلاغهم من قبل هيئة الصحة بوفاة مريضهم بفيروس كورونا في إحدى مشافي القامشلي، بات أفراد العائلة يتعرضون للتنمّر من بعض السكان وسط مقاطعة شبه كلية من الناس فيما رفض البعض مجرد الرد حتى على هواتفهم، ما جعلهم يضطرون لعدم إقامة مجلس عزاء للمتوفى.