السويداء: مصادر تتحدث عن إصابات بكورونا أكثر من المعلنة رسمياً

السويداء – نورث برس

يقول أطباء ومصادر طبية في محافظة السويداء، أقصى جنوبي سوريا، إن فيروس كورونا المستجد تفشّى بشكل أكبر من الأرقام المُعلنة رسمياً في المحافظة، بينما تنفي مديرية الصحة في السويداء الأمر وتعتبره “تهويلاً إعلامياً”، ما يؤدي لنقص التقيّد بالإجراءات الاحترازية بين السكان وعدم الاكتراث بخطورة انتشار الفيروس.

ويُشاع في الأوساط المحلية في محافظة السويداء عن وجود أعداد كبيرة لحالات الإصابة بالفيروس، وسط اتهام نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، للفريق الحكومي المعني بمواجهة الوباء بالتستر على الحقائق بتوجيه من الحكومة في دمشق.

وقال طبيب أخصائي بالأمراض الصدرية في أحد المشافي الحكومية بالسويداء، طلب عدم كشف اسمه، إن هناك أعداد كبيرة من السكان ممن ظهرت عليهم أعراض الفيروس داخل المشافي الحكومية.

وأضاف لـ”نورث برس”، أن “كل الحالات التي يتم استقبالها ظهرت عليها علامات إصابة واضحة، كارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس والسعال الحاد”.

ولفت إلى أن عدد أجهزة التنفس الاصطناعية داخل المشافي لا تغطي عدد الحالات المشتبه بإصابتها، وأن “أغلب الحالات التي يتم استقبالها تكون لمصابين تجاوزوا الـ/50/ عاماً”.

كما توقع الطبيب أن تزداد الإصابات في الأيام القادمة بسبب التستر على الانتشار الحقيقي للإصابات، مطالباً سكان السويداء بتحقيق شروط التباعد المكاني وارتداء الكمامات الواقية والتخفيف من الاختلاط في التجمّعات التجارية وداخل الأسواق.

وسجلت محافظة السويداء حتى الآن /40/ إصابة بالفيروس منها حالتا وفاة وحالتا شفاء، فيما بلغ العدد الإجمالي للإصابات في سوريا /1125/ حالة، بحسب أرقام وزارة الصحة في دمشق.

لكن سكاناً من السويداء اتهموا الجهات الصحية الحكومية بـ”تعتيم إعلامي مريب” حول عدد الحالات الحقيقية المصابة، بعد أن سمعوا ما سمّوه بـ”تسريب معلومات” من قبل طواقم طبية حول أعداد كبيرة من الإصابات داخل المشافي الحكومية.

وقال رأفت حمزة (30 عاماً)، وهو من سكان مدينة صلخد، إن والدته كانت مصابة بالفيروس وشُفيت تماماً بعد الحجر لمدة /15/ يوماً، مشدداً على أن الشفافية فيما يخص حالات الإصابة هي جزء من شروط مكافحة الفيروس.

وكان “حمزة” قد دوّن على حسابه بموقع “فيسبوك”: “كل من يتستر على إصابته بكورونا يعتبر مجرماً بحق مجتمعه وأهله، وإخفاء هذا المرض عن الآخرين والجهات الصحية الحكومية يعتبر مساهمةً في تفشّي الفيروس”.

وتعقيباً على ذلك، رفض الطبيب نزار مهنّا، مدير الصحة في السويداء، كل ما يتم تداوله على مواقع الإنترنت غير الحكومية، لأن تلك الأرقام “تهويل إعلامي لدبِّ الخوف والرعب في صدور الناس”.

واعتبر، في تصريحٍ لـ”نورث برس”، أن الصفحة الرسمية لمديرية الصحة في السويداء هي فقط التي تتمتّع مصداقية وتتعامل بكل وضوح وشفافية من حيث عدد الإصابات، على حدِّ قوله.

أما الطبيب نديم غانم، مدير مشفى مدينة شهبا الحكومي، فقال: “لا تكترثوا بأعداد المصابين بكورونا، بل اتبعوا الإجراءات الصحية التي تقينا من انتشاره بشكل متسارع”.

وأضاف لـ”نورث برس”، أنهم بحاجة إلى تعاون السكان والتزامهم بتعليمات الوقاية الصحية، “فالحكومة لا تستطيع إجراء مسحات طبية لشريحة واسعة من السكان لضعف الإمكانات المتوفرة لديها بسبب الحصار الاقتصادي المفروض”.

ولفت مدير مشفى شهبا إلى أن “الجائحة التي نتعرض لها، قد يطول انتشارها ولا نعلم ما هي حجم الخسائر البشرية المقبلة”.