اسطنبول ـ نورث برس
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين روسيا وتركيا بخصوص منطقة إدلب، إلا أن حالة التحركات العسكرية على الأرض تشي بعكس ذلك، بل تنبىء بقرب عمل عسكري واسع النطاق في المنطقة، الأمر الذي يشكّل حالة من القلق والخوف لدى السكان الذين يترقبون بحذر تلك التطورات.
وقال مصدر مقرب من “الجيش الوطني السوري” في الشمال السوري لـ”نورث برس”، إن “الجميع خائف من معركة جديدة ومن نزوح جديد، في المقابل هناك من يتحدث عن دور كبير لتركيا في إيقاف أي تحرك عسكري للنظام، لكن حالة التوجس ملاحظة هنا في إدلب”.
وأوضح المصدر الذي يتخذ من لقب “أبو خليل الإدلبي” اسماً له لأسباب أمنية، أنه “من المتوقع -في حال بدأت المعركة- أن يحدث صدٌّ من قبل الفصائل المعارضة بدعم محدود من تركيا”.
وفيما يتعلق بالدعم المحدود من تركيا وكيف سيكون شكله، قال المصدر إن “هذا يتوقف على البنود غير المعلنة من اتفاق الممر الآمن بين الروس والأتراك”.
وأوضح أن “اتفاق الممر الآمن الآن هو الاتفاق الذي أعلن عنه في 6 آذار/مارس الماضي والذي ينص على تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا على امتداد طريق (M4) من ترنبة وحتى عين حور كما ينص على إيجاد ممر آمن بمسافة /6/ كيلومترات من كل طرف جنوبي وشمالي هذا الطريق بحسب البنود المعلنة”.
ومن المرجَّح حسب مصادر محلية، أن تكون بداية العملية العسكرية المرتقبة على إدلب من محاور منطقة الحدادة في ريف اللاذقية، ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وهو ما بات يتم الحديث عنه مؤخراً سواء من وسائل معارضة أو حتى موالية للحكومة السورية.
وذكرت مصادر محلية أيضاً، أن هناك تحركات عسكرية مريبة لقوات الحكومة السورية وبضوء أخضر روسي في مناطق عدة بالشمال السوري.
وحول ذلك قال “الإدلبي” إن “روسيا تريد قضم قطعة جديدة من إدلب تتمثل غالباً في المناطق الواقعة جنوبي الطريق بدءاً من جبل الزاوية ثم أريحا وانتهاء بجسر الشغور”.
وأضاف أن “روسيا ماضية في تحقيق استراتيجيتها الرامية لتمكين وجودها في المياه الدافئة، حيث يشكّل جسر الشغور مركزاً مهماً لتشغيل منظومتها الدفاعية، إذ أن هذه المدينة تتوسط القبة الدفاعية التي تسعى إليها روسيا وبشراكة مع تركيا، وربما دول أخرى حيث ستغطي القبة منطقة واسعة منها الجنوب التركي والساحل السوري، ومن أجل ذلك فإنه بالنسبة لروسيا لن تتوانى عن استعمال أي سلاح ممكن حتى تسيطر على جسر الشغور”.
وأشار إلى أن ذلك “يتزامن مع ما نقرؤه في الإعلام وما يكتبه نشطاء مختصون حول طموحٍ لروسيا في منطقة كسب القريبة، وبالتالي نحن لا نعلم بالضبط إلى أين ستصل خريطة السيطرة الجديدة، ولا على ما اتفق عليه الطرفان الروسي والتركي”.
ووسط كل ذلك، تبقى التعزيزات التي تدفع بها الحكومة السورية وداعموها إلى جبهات الشمال السوري، وآخرها التي وصلت قبل أيام إلى نقاط تمركز في ريف حلب الغربي وتحديداً في مناطق أورم الكبرى وكفرناها، وبالقرب من “الفوج 46″، إضافة لإرسال الطرف التركي أرتالاً عسكرية باتجاه المنطقة أيضاً، تبقى هي سيدة الموقف، في حين يقف السكان على مفترق طرق بانتظار إلى أين ستتجه الأمور وما هي السيناريوهات التي تنتظرهم في قادمات الأيام، بحسب مراقبين.