لا مسيرات في غزة الجمعة.. والوتيرة يحكمها الميدان والسياسة

الضفة الغربية –  NPA
أكد رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة لـ”حماس” وسام عفيفة، أنه لن يكون هناك فعاليات لمسيرات العودة على حدود غزة الشرقية، الجمعة، كما اعتيد في كل أسبوع، وذلك بسبب الاستعاضة عنها بفعاليات إحياء ذكرى النكبة الحادية والسبعين التي نُظمت الأربعاء الماضي.
وأضاف عفيفة في حديث لـ”نورث برس”، أن فعاليات مسيرات العودة المستمرة منذ أكثر من سنة ستتواصل حتى في ظل تفاهمات التهدئة الجارية مع إسرائيل، ولكن استخدامها للوسائل “الناعمة” أو “الخشنة”، يعتمد نسبياً على تنفيذ تل أبيب لاستحقاق التهدئة، وكذلك على مدى شعور المواطن في غزة بتحسن أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية من خلال تخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد من الزمن.
رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة لـحماس وسام عفيفة
ويتابع عفيفة: “لن يكون بمقدور حماس ضبط الشارع والمتظاهرين على حدود غزة الشرقية وتخفيف الاحتقان طالما لم يشعروا بأي تقدم في تفاهمات التهدئة والمتمثلة بتحسين أوضاعهم الإنسانية والاقتصادية”.
وأوضح الإعلامي الفلسطيني: “لمسنا إلى أي درجة كان الأربعاء الماضي صعباً على حماس والفصائل عندما منعت الشبان المتظاهرين من السياج الأمني الفاصل، لتحاشي ارتقاء ضحايا برصاص الجيش الإسرائيلي، حتى أنهم غضبوا بسبب منعنا لهم”.
ولهذا يعتقد عفيفة أن استمرار الهدوء على حدود غزة الشرقية وبقاء المسيرات تحت السيطرة تبقى مسألة نسبية. هذا إن علمنا أن مدى قدرة الفصائل على منع المتظاهرين من الوصول إلى السياج ستكون ضعيفة، “إذا لم يكن هناك تنفيذ سريع لتفاهمات التهدئة أو ارتكب الاحتلال أي حادثة أدت إلى غضب واحتقان لدى أهالي غزة”، بحسب عفيفة.
ويرى رئيس شبكة الأقصى الإعلامية وسام عفيفة، أن الميدان بلحظات معينة يحكم توجهات مسيرات العودة، مبيناً أن الوسيط المصري يبذل جهداً كبيراً لاحتواء أي تصعيد ميداني في غزة؛ لأن التصعيد القادم سيكون أشد وأقوى من السابق.
ويبين عفيفة أن المصريين ينقلون رسائل طمأنة إلى حماس والفصائل بغزة حول تطبيق إسرائيل تفاهمات التهدئة، وفي المقابل ينقلون تحذيرات ومطالب من الفصائل إلى تل ابيب بشأن المسألة الإجرائية لتنفيذ الاستحقاقات.
وينوه عفيفة أن المصريين لا يريدون تدخلات خارجية بمسألة غزة، وأن يكون كل شيء تحت مظلة الأمم المتحدة.
وبالمحصلة ستبقى تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل تحت اختبار دائم، يقول عفيفة: “ما يعني أننا سنلاحظ مداً وجزراً حسب تطورات الميدان والسياسة”.
وحول الضامن لتفاهمات التهدئة، قال عفيفة إنها ليست مكتوبة أو ضمن مَحاضر أممية، وإنما هي شفوية مبنية على بعض الجوانب الإجرائية لكن تضمنها “قدرات المقاومة”، كما يؤكد. وبالتالي، فإن الوسطاء لا يضمنون التفاهمات وإنما يكمن دورهم بشكل أكبر بقيامهم بدور الاحتواء والوساطة.
وبشأن ما نشر حول رسالة إسرائيلية نقلتها مصر إلى حماس حول بدء مفاوضات جدية بملف تبادل الأسرى حال تشكيل الحكومة الجديدة، قال عفيفة إن الملف يتم طرحه بين الفينة والأخرى، مشيرا إلى محاولة إسرائيلية لحرق التفاهمات، خاصة وأنه بناء على التفاهمات ستكون أي صفقة للتبادل مرهونة بتهدئة طويلة الأمد.
ويوضح عفيفة أن لدى حماس شرطين بخصوص ملف التبادل؛ الأول أن يتم فصل ملف التفاهمات عن ملف الأسرى، وإن كان الأخير سيُبحث في سياق مرحلة متقدمة من التهدئة. وهذا يدفع إسرائيل لمحاولة حرق المراحل، عبر الطلب بفتح ملف جنودها الأسرى لدى حماس، قبل تنفيذها لتفاهمات التهدئة، وهو الأمر الذي ترفضه الحركة.
وأما الشرط الثاني، فيتعلق بـ”رفض حماس أي فتح للملف قبل إطلاق سراح محرري صفقة (شاليط) السابقة وأعادت إسرائيل اعتقالهم”.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش يواصل تعزيز قواته على حدود قطاع غزة  تحسباً لتصعيد قادم قد يصل إلى حالة الحرب.
وقال موقع “مفزاك لايف” العبري، إن “فرقة غزة واصلت تعزيز قواتها خوفاً من التصعيد إلى حد الحرب العامة ضد غزة، على الرغم من عدم رغبة إسرائيل وحركة حماس في الحرب”.
من ناحية ثانية، كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن السلاح الجديد الذي طورته حركة حماس، واستخدمته خلال جولة التصعيد الأخيرة مطلع هذا الشهر.
وأكد المحلل العسكري في الصحيفة ألكيس فيشمان، أن حماس طوَّرت طائرة صغيرة تحمل صاروخًا برؤوس حربية مضادة للدبابات، في أحدث جولة من القتال.
وأشار المحلل العسكري إلى أن “حماس حاولت تدمير مركبة عسكرية تقل جنودا بإطلاق صاروخ من طائرة عمودية”، لافتا إلى أن “الصاروخ كان مجهزًا برأس حربي وكان من المفترض أن يتمكن من اختراق أنواع المدرعات التي تمتلكها إسرائيل، لكن الصاروخ أخطأ هدفه”.
وقال فيشمان: “حتى الآن كان استخدام حماس العملي للقذائف الصاروخية غير معروف، وحتى في محاولة الحوامة مهاجمة مركبة عسكرية مأهولة فشلت، لكن من المعقول افتراض أن حماس ستستخلص الدروس وأن التطور سيستمر”.