استعداد أممي للتحقيق في انفجار بيروت والرئيس اللبناني يتحدّث عن احتمالية الاعتداء الخارجي
نورث برس
أبدت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، استعدادها للبدء بتحقيق دولي في الانفجار الذي دمّر مرفأ بيروت ومحيطه، على الرغم من أنها لم تتلقَ أي طلب بعد من الحكومة اللبنانية، في حين أشار الرئيس اللبناني إلى أن احتمالية الاعتداء الخارجي في الانفجار واردة.
وصرح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، للصحفيين أمس الجمعة: “نحن بالتأكيد على استعداد لمساعدة السلطات اللبنانية مهما يكن خيارها”.
وأرسل نحو /50/ مواطناً لبنانياً بارزاً يمثّلون قطاعات المجتمع المدني والجماعات الناشطة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطالبون فيه مجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أسباب الكارثة.
كما طالب اللبنانيون في رسالتهم المجلس بإنشاء لجنة وصندوق استئماني لإجراء مسح تفصيلي للأضرار وتقديم المساعدة للضحايا والإشراف على إعادة الإعمار.
اعتداء خارجي
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي بالمقر الرئاسي في العاصمة بيروت، إن أسباب انفجار مرفأ بيروت لم تُكتشف بعد، واحتمالية الاعتداء الخارجي “لا تزال واردة”.
وأوضح عون أن “أسباب انفجار مرفأ بيروت لم تُكتشف بعد، وقد يكون هناك تدخل خارجي عبر صاروخ أو قنبلة أو أي عمل آخر”.
وأضاف: “طلبت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويدنا بصور للانفجار عبر الأقمار الصناعية، وفي حال عدم وجودها في فرنسا سنطلب من دول أخرى” دون أن يذكرها.
وأشار إلى أن “التحقيق بكارثة انفجار مرفأ بيروت سيشمل المسؤولين المباشرين. والعزاء لا يكون إلا بتحقيق العدالة وأبواب المحاكم ستكون مفتوحة أمام الكبار والصغار، ولن يكون هناك غطاء على المتورطين”.
وأفادت تقديرات أوليّة أن سبب الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، هو انفجار مستودع كان يحوي “مواد شديدة التفجير”.
ورأى عون، وجوب إعادة النظر بالنظام القائم على التراضي بعدما أثبت أنه “مشلول” ويعيق تحقيق إصلاحات، وذلك غداة دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسؤولين اللبنانيين إلى “تغيير النظام السياسي”.
من جانبه، قال حسين الوجه، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، الجمعة، إن الأخير لم يتبلغ بأي معلومات خلال فترة تولّيه المنصب، حول وجود مادة “نترات الأمونيوم” في مرفأ بيروت.
وكتب “الوجه” عبر حسابه على تويتر: “أنفي نفياً قاطعاً أن يكون الرئيس الحريري قد تبلّغ بأي شيء عن هذا الموضوع خلال ترؤسه مجلس الوزراء في السنوات الأخيرة، وحتى تاريخ تقديم استقالته وتشكيل حكومة جديدة”.
وأضاف: “كذلك أؤكد أنه لم يتم تسجيل أي مراسلة أو تقرير في دوائر القصر الحكومي حول هذا الموضوع طوال فترة تولّي الرئيس الحريري رئاسة مجلس الوزراء”.
وزعم أحد مقدمي البرامج الحوارية اللبنانية، الخميس الفائت، أن الحريري تسلّم تقارير متعلقة بالموضوع خلال فترة توليه رئاسة الحكومة.
وتولّى الحريري الحكومة منذ أيلول/سبتمبر 2009 إلى كانون الثاني/يناير 2011، ومن تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2019.
تحقيق مستقل
دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إلى فتح تحقيق مستقل في انفجار مرفأ بيروت، مشددة على “ضرورة الاستجابة لدعوات الضحايا للمسائلة”.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، نقلتها “أسوشيتد برس”.
وشدد “كولفيل” على ضرورة قيام المجتمع الدولي بـ”زيادة” مساعدته للبنان من خلال الاستجابة السريعة والمشاركة المستمرة.
وأوضح أن لبنان يواجه “مأساة ثلاثية” متمثّلة بأزمة اقتصادية اجتماعية وكورونا وانفجار نترات الأمونيوم الذي هزَّ العاصمة بيروت.
كما دعا “كولفيل” إلى احترام الفقراء والفئات الأكثر ضعفاً أثناء إعادة بناء بيروت ولبنان، وحثَّ القادة اللبنانيين على “التغلّب على الجمود السياسي ومعالجة مظالم السكان”، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكشفت التقديرات الأوليّة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن ما بين /80/ إلى /100/ ألف طفل قد غدوا بلا مأوى جراء الانفجار الضخم الذي وقع بمرفأ بيروت.
وحذرت إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، من أن الانفجار قد يحدُّ من الإمدادات الغذائية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار التجزئة في بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية طاحنة، فضلاً عن تفشّي وباء فيروس كورونا.
مفقودون
ولا يزال أكثر من ستين شخصاً حتى اليوم السبت مفقودين في بيروت، بعد أربعة أيام من الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية وأودى بحياة أكثر من /154/ شخصاً وأكثر من /5/ آلاف جريح، ومئات المفقودين والمشردين، إضافة إلى خسائر مادية باهظة قدرت ما بين /10/ إلى /15/ مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.
وتعمل فرق من دول عدة أجنبية وعربية بينها فرنسية وروسية في عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين جراء الانفجار.