رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
تراقب الدوائر الاستراتيجية في إسرائيل عن كثب كيفية ومدى الانعكاسات على كيان حزب الله في لبنان في أعقاب كارثة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي.
لكن هذه الدوائر قالت إنه من السابق لأوانه تقدير التداعيات التي ستترتب على هذه الكارثة الكبيرة بالنسبة إلى السياسة الداخلية واستقرار السلطة في لبنان، غير أنها لا تحدث في فراغٍ بالمحصلة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن التقصير الكبير الذي تسبب بوقوع الكارثة آخذ في الاتضاح شيئاً فشيئاً، وسيكون من الصعب على السلطة اللبنانية التي وصفتها بـ”الفاشلة” أن تنزع المسؤولية عن نفسها. وهذا ينطبق على حزب الله أيضاً الذي يرى كثيرون أنه هو الذي يدير الحكومة، وفعلياً يدير لبنان أيضاً.
ووفقاً للتقديرات الاستخباراتية الأولية في إسرائيل، فإن الكارثة سيكون لها تداعيات على مكانة حزب الله في لبنان.
ولا بُدَّ من الإشارة إلى أن إسرائيل ضاعفت في السنتين الأخيرتين جهودها الإعلامية الموجّهة إلى المواطنين في لبنان، والتي هدفت إلى أن توضح لهم أنه في حال نشوب حرب مع حزب الله، فإن كل مستودعات الأسلحة القائمة في أوساط تجمّعات سكانية ستكون عرضة لهجمات سلاح الجو، وهو ما قد يتسبب بدمار هائل.
وتأمل أوساط سياسية في إسرائيل بعد الانفجار في مرفأ بيروت بأن يتصاعد الضغط الذي يمارسه المواطنون على حزب الله.
لكن في الواقع، ما يحدث في السنوات الأخيرة هو العكس، فحكومة لبنان ليست قادرة على مواجهة حزب الله الذي يمتلك قوة عسكرية أكبر بكثير من قوة الجيش اللبناني الذي تحوّل في مناطق عديدة من الدولة إلى “جيش دمى”، كما جاء في صحيفة معاريف.
وتسعى إسرائيل إلى أن تعاظم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى كبح قوة حزب الله والتي يجب أن تضطلع بها دول مثل الولايات المتحدة بواسطة رهن المساعدات بتحسين العمليات الداخلية في لبنان.
وفي مقابل ذلك، تدعو الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب إلى ضرورة محافظة إسرائيل على نبرة هادئة، ويتعيّن عليها كذلك أن تحذّر في الفترة المقبلة من ارتكاب أي أخطاء يمكن أن تخدم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومحاولاته المتوقعة لصرف الضغوط الداخلية الموجهة إليه في اتجاه إسرائيل.
بدوره، قال المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، عن حزب الله، إن “إسرائيل ملزمة في تجربة معادلة ردع جديدة أمام حزب الله، قليلاً بعد انفجار بيروت”.
ويرى “بن دافيد” أن حزب الله استعجل للإشارة أنه سيُبقى جبهة الشمال متوترة، ومن الجهة الأخرى مد اليد لمواطني لبنان، مضيفاً أنه “لا مبرر للانحناء أمام العصابة الشيعية”؛ على حدِّ قوله.