واشنطن- هديل عويس ـ NPA
تمسكت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة مع هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، باستراتيجية مشددة مع إيران، حيث تحاول إبعادها عن العراق، بكافة السبل.
وبهذا الخصوص يقول بلال وهاب، المختص بالشأن العراقي في معهد واشنطن لـ”نورث برس”، إن أهم ما تعول عليه الولايات المتحدة لإبعاد النفوذ الإيراني عن العراق، هو تشجيع حلفائها من العرب ودول الجوار على فتح العلاقات مع العراق ودعمه للمساعدة في الابتعاد عن إيران، الاستراتيجية التي قادت إلى فتح معبر “عرعر” الحدودي بين البلدين لأول مرة منذ 27 عام.

بلال وهاب، المختص بالشأن العراقي في معهد واشنطن
وكان فتح المعبر، مرفقاً بعدد من الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية عراقية وسعودية، الى جانب تعهدات سعودية باستثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع بالعراق.
ويقول الدكتور وهاب، إن “تخبط العراق ووقوعه بين نارين ورغبته في الموازنة” تظهر جلية من خلال التحركات باتجاه كل من إيران والسعودية.
ويتابع، “فبعد زيارة استعراضية لروحاني إلى العراق، توجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في زيارة ودية إلى الرياض، حيث تم توقيع /13/ اتفاقية تعهدت من خلالها السعودية بضخ مليارات الدولارات في السوق العراقية.”
وعن تحدي العراق ما بين إيران والسعودية، كتبت صحيفة بلومبيرغ، أن السعودية يجب أن تفي بالتزاماتها تجاه العراق وخاصة الاستثمارات، بينما إيران تملك مسبقاً النفوذ بكافة المجالات، ولكنها بالطبع لا تملك الدعم الأمريكي والدولي لدورها في العراق.
كما رأت بلومبيرغ، “من الإفراط بالتفاؤل الاعتقاد بأن كل هذه العلاقة المتجذرة ستتبخر فجأة، وهذا ما يقوله العراقيون لأمريكا بوضوح، فالعراق يعتمد بشكل كبير في موارده وخاصة النفطية على إيران.”
كما صرح المتحدث باسم رئاسة الوزراء للصحفيين في بغداد على هامش منتدى الطاقة في نيسان /ابريل الماضي، أن شحنات الغاز من إيران ستزيد إلى /35/ مليون متر مكعب ابتداءاً من يونيو القادم.”
وكانت زيارة حسن روحاني إلى العراق، قد جاءت في وقت تعاني منه إيران من أقصى حزمة عقوبات في تاريخها، ما يصفه د. وهاب، بالتحدي للمنطقة والولايات المتحدة وحلفائها، ومحاولة إثبات أن العراق لن يخرج من علاقته مع إيران. حيث قال روحاني أثناء الزيارة “إن الوجود في العراق يبدو وكأننا في بلدنا.”
التعاون الجاد مستمر
أعلنت شركة النفط الوطنية الإيرانية في /4/ أيار/ مايو، عن افتتاح مكتب تمثيلي اقتصادي في العراق، بعد سلسلة من الاجتماعات، على هامش معرض النفط الإيراني 2019.
وحدث هذا بعد موجة العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران، وإعلان الولايات المتحدة انتهاء مدة الإعفاءات.
وفي موقع مونيتور كتبت ندى شاكر، عضوة اللجنة البرلمانية في العراق للاقتصاد والاستثمار، أن العراق مهتم أيضًا بتوسيع العلاقات الاقتصادية”.
وأضافت: “من الطبيعي أن تفتح إيران مكتبًا تمثيليًا اقتصاديًا في العراق، بالنظر إلى التعاون القوي في قطاع النفط بين البلدين، و[هذا التعاون] يشمل، على سبيل المثال ، مشاريع الاستكشاف وإقامة شركات إيرانية لمصافي التكرير داخل العراق، وهي أمور لا علاقة لها بالعقوبات، وتفيد الطرفين.”
ولا يقف طموح إيران على استمرار العلاقات مع العراق وحسب، بل تسعى للاستفادة من نفوذها في العراق لتمرير تجارتها في ظل العقوبات التي تضرب طهران.
حيث قال قائد البحرية في الحرس الثوري، اللواء الركن علي رضا تانجسيري، “إن إجراء مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في هذا الوقت هو رسالة قوة وتعزيز لمواقف الطرفين”.
كما قال محمد كريم، عضو البرلمان العراقي عن تحالف فتح “الحكومة موجهة نحو التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة حول استمرار هذه العلاقات، ووجود شركة النفط الوطنية الإيرانية في العراق جزء من هذا التوجه أيضًا.”
وأكد د. وهاب لـ “نورث برس”، أنه حتى اللحظة، لا تزال الشركات الدعوية أو الاقتصادية الإيرانية ومنها التابعة للحرس الثوري تنشط بكل حرية في العراق، حيث لا توجد أية آلية أو قوانين تعاقبها أو تجبرها على الخروج من السوق العراقية، “لابل نرى إصرار الساسة العراقيين على محاولة إقناع أمريكا بتفهم خصوصية موقف العراق وضرورة تعامله مع إيران.”