الضفة الغربية ـ NPA
تتواصل فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية في إسرائيل منذ أيام لتكون باكورتها الخميس والسبت، وسط تحذيرات من الولايات المتحدة لرعاياها ابتداءً من أمس الثلاثاء، والتي تصادف ذكرى نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ خشية عمليات تتزامن أيضاً مع مهرجان الأغنية الأوروبية الجاري في تل أبيب والذكرى الحادية والسبعين لـ”النكبة” الفلسطينية.
وبدورها، نشرت إسرائيل المزيد من أنظمة القبة الحديدية الخاصة باعتراض أي صواريخ هجومية من أي طرف كان، في عدد من المدن الإسرائيلية، ضمن الاستعدادات الأمنية والعسكرية لتأمين مسابقة الأغنية الأوروبية.
وبعيداً عن الاستعدادات الأمنية، فقد واكبت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية وقائع المسابقة، فقالت إن نحو /10/ دول تأهلت لنهائي مسابقة الأغنية الأوروبية في تل أبيب، منها قبرص واستراليا وسلوفينيا. وأضافت أن نجمة موسيقى البوب “مادونا”، وصلت تل أبيب للغناء في المسابقة.
ووجدت إسرائيل ضالتها في استضافتها مسابقة الأغنية الأوروبية في نسختها لعام 2019، من أجل تلميع وجهها والتأثير على الرأي العام العالمي لصالح قبولها وتكريس التطبيع مع المنطقة العربية، فالمسابقة “تعني الكثير الكثير لتل أبيب”، وفق ما تقول الإعلامية من عرب إسرائيل ريهام عثامنة، لـ”نورث برس”.
وتحدثت عثامنة، عن مشاركة كبيرة من قبل القادمين من القارة العجوز “أوروبا” ودول أخرى لحضور المسابقة، خاصة “وأن الحدث هو عالمي وهو لأول مرة يُنظَّم في إسرائيل وسيكون هناك تأثير على الرأي العام العالمي، وبشكل يساهم في تطويع الفكر وقبول ممارسات إسرائيل غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني”.
بدوره، قال الإعلامي من عرب إسرائيل عمر ربيع لـ”نورث برس”، إن نحو /30/ ألف سائح قدموا من أوروبا ودول أخرى ليؤازروا المتسابقين من بلادهم.
وقد شاركت ست دول أوروبية في تمويل المسابقة هي ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
ويوضح ربيع أن حجم الاستعدادات والتجهيزات الإسرائيلية للمسابقة عكست مدى اهتمام تل أبيب لإقامة هذه الفعالية العالمية الضخمة، فكرست لها كامل إمكانياتها الاقتصادية والسياحية والأمنية وحتى السياسية والإعلامية؛ كي تبرز “أهليتها” لاستضافة المسابقة والتي من شأنها أن تعزز وضع إسرائيل على سُلّم الخارطة العالمية.
ويتابع ربيع، إن إسرائيل تريد إقناع سُوّاح العالم بأنها الواحة الهادئة والأنسب للثقافة والموسيقى واللبرالية في الشرق الأوسط المليء بالدماء والصدامات العرقية والإثنينة. “فنحن الوجه المشرق والمضيء بالشرق الأوسط”.
ويرى الإعلامي ربيع أن تل أبيب تحمست كثيراً لتنظيم هذه المسابقة، وانتظرت اللحظة على أحر من الجمر. فتعاملت بهدوء مع غزة حتى يمر هذا الأسبوع على خير وبدون شوائب. وكل هذا لتحقيق أهدافها الدعائية المتمثلة بتحسين صورتها.
وتطرق ربيع إلى الفائدة الاقتصادية التي ستجنيها إسرائيل من المسابقة، فيوضح أن هؤلاء السياح سيصرفون أموالهم بالمتنزهات والفنادق والمرافق الإسرائيلية المختلفة. ويؤكد أنهم قاموا بجولات سياحية بالبحر الميت التابع لإسرائيل.
ويقدر ربيع أن الحديث يدور عن مئات آلاف الدولارات التي سيصرفها آلاف السياح في إسرائيل خلال هذه المناسبة، وهذه أموال ليست بسيطة.
جدير ذكره أن إسرائيل تعتبر الحركة السياحية فيها ضعيفة، لكنها شهدت استفاقة خلال العام الماضي، حيث سُجل قدوم نحو ثلاثة ملايين سائح إليها، وهو أعلى رقم يتم بلوغه على الإطلاق.
كما أن السياحة الدينية هي التي تتصدر الهدف من زيارة القادمين من دول العالم لإسرائيل، وذلك من أجل زيارة أماكن العبادة والمدن التي فيها قداسة لليهود والمسيحيين والمسلمين.
غير أن إسرائيل تحاول أن تستقطب العديد من سياح العالم للقدوم إليها لأهداف أخرى مثل الاستجمام وليس فحسب لهدف ديني؛ فهذا يدر عليها مزيداً من الأموال، ناهيك أن هذا يصب بالمحصلة باتجاه الترويج بأن إسرائيل أكثر مكان هادئ وصالح للزيارة والسياحة.
وفي غضون ذلك، رصدت وكالة “نورث برس” خلال استماعها للإذاعة الإسرائيلية (مكان)، شكاوى من قبل سياح أوروبيين قدموا لإسرائيل من أجل حضور يوروفيجن 2019، وذلك بسبب ما قالوا إنه “استغلالهم اقتصادياً”. ويتذمر السياح من الأسعار الباهظة في إسرائيل.
وترصد “نورث برس” شكوى من أحد السياح، قائلاً: “التجار الإسرائيليون جشعون واستغلاليون”، ويضيف “سائق سيارة أجرة أخذ منا /350/ شيكل بواقع /100/ دولار مقابل نقله من مطار بن غوريون إلى تل ابيب بالرغم من أن المسافة قريبة جداً جداً”.
وكانت السلطة الفلسطينية في رام الله قد دعت إلى مقاطعة مسابقة الغناء الأوروبية “يوروفيجن”، التي بدأت في تل أبيب، الثلاثاء، كما نادت بوقف بث المواد الترويجية لها لأن إسرائيل تستغل الحدث في “ترسيخ الاستعمار”، كما تقول.