الهجوم على ناقلات النفط.. الفاعل المجهول يعزز موقف إيران

الرياض-  NPA
بعد مرور أكثر من يومين على التفجيرات التي استهدفت سفناً تجارية في خليج عمان، بالقرب من ميناء الفجيرة، ما زال الغموض يلف أهداف مثل هذه العملية التي لم تعرف الجهة التي نفذتها.
وقالت السعودية إن ناقلتي نفط تابعتين لها كانتا ضمن سفن تعرضت لهجوم قبالة ساحل الإمارات، ووصفت هذا الهجوم بأنه محاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية.
في 11 أيار/ مايو الحالي، أكدت إدارة الملاحة البحرية الأمريكية أن إيران ووكلاءها قد يستهدفون سفناً تجارية أمريكية، بما يشمل ناقلات نفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في المنطقة.
وذكرت الإدارة أن احتمالات اتخاذ إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت منذ بداية الشهر الجاري.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” وطائرات “بي 52” إلى الخليج، من اجل ردع ما تسميه واشنطن “التهديدات الإيرانية”.
يعد خليج عمان من أهم منصات التجارة في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد تطوير عدد من الموانئ العمانية والإماراتية المطلة عليه، أكبرها صلالة والفجيرة.
وبعد تطويره، بات ميناء صلالة يستقبل البواخر الكبيرة التي كانت سابقاً لا مرسى لها سوى في ميناء جبل علي المتطور في دبي. أما ميناء الفجيرة، فيتولى تصدير النفط الإماراتي الذي يصلها عبر أنابيب من أبوظبي، والبالغة نحو مليون برميل يومياً.
وبينما سرت شائعات فورية بعد الحادثة من أن إيران هي التي تقف وراء الهجوم، فقد اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سيد عباس موسوي، أمس الإثنين، ما حدث لعدة سفن في بحر عمان أمراً مقلقاً ومؤسفاً.
وأشار موسوي إلى التأثير السلبي لهذه الحوادث على سلامة الملاحة وأمن العبور البحري، محذراً من “أي دسيسة من قبل ضامري السوء لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة” على حد تعبيره. ودعا إلى تنبه دول المنطقة لأي مغامرة من قبل “عناصر خارجية”.
البيان الإيراني، الذي دعا أيضاً إلى فتح تحقيق دولي، لا ينكر فقط عدم مسؤولية إيران عن الهجمات، بل يشير، بشكل فضفاض، إلى “جهة ثالثة”.
فرضية وجود جهة ثالثة تقف وراء الهجوم، أمر متكرر في تاريخ الصراعات بين الدول. فالهجوم تزامن مع تحذيرات أمريكية من استهداف إيران للسفن التجارية، فجاءت العملية لتترجم هذا التحذير إلى واقع.
غير أن العديد من الأسئلة ما زالت مطروحة قبل التفكير بجدية في “الجهة الثالثة”، أولها أن الولايات المتحدة لم تصدر موقفاً واضحاً من هذه الهجمات، التي تصلح – في حال أردات واشنطن – أن تكون ذريعة لشن الحرب.
 وقد تكشف تقارير صحافية أمريكية في الأيام المقبلة أن دوائر قرار أمريكية أرادت استثمار الحادثة من أجل توجيه ضربة لإيران، والسيطرة على الملاحة في مضيق هرمز، إلا أن وزارة الدفاع لم توافق على الخطة. وهذا يعني أن طهران ستحصد ثمار هذه الحادثة.
الاحتمال الثاني، أن تكون إيران وراء الهجوم، وهو ما تميل إليه التحليلات الخليجية، بالمجمل، ولو بشكل موارب.
وقالت نشرة “أخبار الساعة” التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي: “رغم أن هذه المرة ليست الأولى التي تتعرض فيها حركة الملاحة لمثل هذه العمليات التخريبية، فإن التوقيت الذي حدثت فيه – حيث تشهد المنطقة توتراً غير مسبوق – يستدعي تحركاً دولياً حاسماً للرد على الجهات التي تقف وراءها وتعتقد أن بمقدورها تهديد أمن الملاحة في المنطقة، وكذلك تعريض الاقتصاد العالمي لخسائر فادحة، وذلك في محاولة لابتزاز المجتمع الدولي للحصول على بعض التنازلات أو مساومة دول المنطقة لتغيير مواقفها فيما يتعلق ببعض القضايا الإقليمية”. في التحليل الذي يعبر عن وجهة النظر غير الرسمية الإماراتية، العديد من الإشارات والتلميحات إلى دور إيران في الهجمات.
وألقى الحادث بظلاله على الاقتصاد، حيث ارتفعت أسعار النفط إلى /71.71/ دولار للبرميل بزيادة قدرها /1.09/ دولار.
وبغض النظر عن الجهة المنفذة للهجوم، فإن عوائد هذه الحادثة تصب في صالح إيران التي يهمها أن تثبت للعالم ولأمريكا أن استبعادها من السوق النفطية وزيادة التوترات تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. وكان ثبات الأسعار شرط ترامب من أجل المضي قدماً في فرض العقوبات على إيران والتصعيد العسكري ضده.