محللون أمريكيون: اتفاق الشراكة بين الصين وإيران صفعة قاسية لإدارة ترامب

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

 

اعتبر عدد من المحللين الأمريكيين أن اتفاق الشراكة الشاملة الذي جرت صياغته بين الحكومتين الصينية والإيرانية هو صفعة قاسية لإدارة الرئيس ترامب، وسياسة "الضغوط القصوى" على إيران.

 

وقال المحللون، إن "الشراكة الأمنية والاقتصادية بين البلدين تعني فشل الحملة ضد إيران بتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة فهي لم تجبر إيران على إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترامب، ولم تتسبب بانهيار نظام خامنئي بل تسببت الحملة بضربة جديدة لمصالح الولايات المتحدة من خلال إدخال الصين بقوة أكبر إلى الشرق الأوسط".

 

وقال الباحث الأمريكي مارك دوبويتز لـ"نورث برس"، "نستنتج اليوم أن القوى الاستبدادية المناوئة للولايات المتحدة لا تبقى في مكانها بل تتمدد وتنتقل من منطقة إلى أخرى".

 

وأضاف، "ها هي الصين دخلت في الشرق الأوسط بقوة وبالتالي كان على الولايات المتحدة أن تفكر في هذا الأمر قبل أن تمهد للتقليل من نفوذها في الشرق الأوسط".

 

تكذيب المزاعم

 

قال المبعوث الأمريكي إلى إيران، براين هوك، في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال" إثر الإعلان عن الاتفاقية بين الصين وإيران، أن "ما تردد في الإعلام حول صفقة هائلة بين طهران وبكين تتحدى الولايات المتحدة، ليس أكثر من دعاية فارغة اعتاد النظامين على بثّها وأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق وتجاوز العقوبات الأمريكية ليس بهذه البساطة".

 

وأضاف، "حجم وجدوى الصفقة يثير شكوكنا ولا زلنا نشك بصحّتها، وفي اعتقاد الولايات المتحدة، الصين غير قادرة على دفع /٤٠٠/ مليار دولار لدعم البنية التحتية لإيران وإعادة إحياء نظامها كما يدّعي الاتفاق بين البلدين".

 

واستثمرت الصين طيلة السنوات الـ/١٥/ الماضية في إيران بمبلغ يقل عن الـ/٢٧/ مليار دولار، "وبالتالي من حقنا أن نشك بأنها ستستثمر بمبلغ /٤٠٠/ مليار هكذا فجأة ودون مقدمات، ولنتذكر أن الاستثمارات في الماضي كانت قبل أن يضرب كوفيد -١٩ الصين والعالم وبينما تواجه الصين اليوم تحديات اقتصادية فإن الأمر مستبعد للغاية"، بحسب هوك.

 

تنازلات

 

ومن وجهة نظر هوك، فإن "الشعب الإيراني يمانع بشدة مثل هذه الصفقة لأنه لا يرغب بأن تكون بلاده عميلاً للصين ونظامها الاستبدادي الذي سيشجّع طهران على ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد الشعب الإيراني بالإضافة إلى التنازلات الجمة التي ينبغي على إيران تقديمها".

 

وأشار إلى بعض التنازلات مثل "منح الصين الحق في استئجار جزر إيرانية لأمد طويل، والتأسيس لحقوق واسعة للجيش الصيني في إيران ومنح امتيازات غير محدودة للصين في النفط الإيراني".

 

وشدد هوك على أن التاريخ الطويل للصين في استغلال الدول من خلال صفقات وحشية تؤكد لنا أن "الإمبريالية الجديدة" بقيادة الصين تسعى لأن تكون إيران فريستها القادمة، وبالتالي فإن أزمة النظام الإيراني مع شعبه ستتفاقم إذا ما استسلمت طهران فعلاً لاستغلال الصين لها.

 

وأشار هوك إلى أن سبب الحديث عن الشراكة في هذا الوقت "دفعه اليأس الشديد من قبل إيران لأن نظامها ضعيف إلى أبعد الحدود بسبب العقوبات الأمريكية".

 

وبالتالي بات الإيرانيون على استعداد للإعلان عن استسلامهم للصين في إطار صفقة "متوحشة" يروّج من خلالها النظام الإيراني للحزب الشيوعي الصيني الذي يحبس مسلمي الإيغور ويعذّبهم منقلباً على المبادئ الكاذبة التي كان يدعو إليها نظام الجمهورية الإسلامية في بداياته، بحسب هوك.

 

وتساءل هوك، "أين شعار سندمّر الشيوعية وهل ماتت ثورة الخامنئي  بعمر الـ٤١؟".

 

وبحسب براين هوك فإن ايران التي حرصت على ترديد شعارات الموت لأمريكا والإمبريالية، مدّعية حمل لواء الدفاع عن المسلمين "تختبئ وراء الأقنعة حين يكون الحديث عن انتهاكات الصين بحق المسلمين سواء مسلمي الايغور أو غيرها من انتهاكات يقوم بها النظام الشيوعي الصيني في هونغ كونغ أو من خلال حربه الدموية مع الهند".