مسؤول أمريكي سابق: جيفري وآخرون يتحملون المسؤولية عن مواقف معادية لأصدقاء أمريكا
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
رأى مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن انحياز المبعوث الأميركي الى سوريا، جيمس جيفري، ومسؤولين آخرين في الخارجية، أدى إلى مواقف معادية لأصدقاء أمريكا في العالم بشكل يصبّ في مصلحة تركيا.
وقال مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون الأمريكي، لـ"نورث برس" إن انحياز جيمس جيفري لتركيا كان "مبالغاً فيه" وإن هذا الأمر نادراً ما يحدث في الخارجية الأمريكية على الرغم من وجود بعض المنحازين لتركيا.
وأضاف أن المشكلة لا تقتصر على الملف السوري، ففي ملفات تخص قبرص واليونان والعراق وأرمينيا أيضاً يدفع هؤلاء إلى مواقف معادية لأصدقاء أمريكا بشكل يصبّ في مصلحة تركيا، مشيراً إلى أن الحكومة الأمريكية تقع في أخطاء فادحة في إطار سياساتها تجاه اليونان بسبب قيام هؤلاء المسؤولين بتضليل الحكومة الأمريكية.
وعلمت "نورث برس" أن أحد الدبلوماسيين الأميركيين سرّب لصحفي مقيم في واشنطن، يعمل لصالح تلفزيون "سوريا" المعارض الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، خبراً عن مغادرة جيمس جيفري لمنصبه في وقت قريب، بينما لم يتسنّ لـ"نورث برس" التأكد من صحة الخبر الذي سارع تلفزيون "سوريا" إلى حذفه بعد امتعاض الدبلوماسي "مسرّب الخبر" من نشره.
وأشار "روبين" إلى أن مسؤولاً آخر في الخارجية الأمريكية، متزوّج من سيدة تركية ويتحدّث اللغة التركية، "يتصرّف كملكي أكثر من الملك وتركي أكثر من معظم الأتراك"، على حدّ قول روبين الذي لم يسمّ المسؤول.
وتفيد معلومات حصلت عليها "نورث برس" أن المقصود بحديث روبين هو ريتشارد أوتسن الذي لعب دوراً محورياً إلى جانب جيفري في رسم سياسات يراها آخرون في الخارجية متعارضة مع المصلحة الأميركية وفي صالح الطموح التوسعي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كما كان أوتسن وجيفري قد عملا على عرقلة أي محاولة لمحاسبة تركيا على جرائمها في عدة ملفات.
وبالبحث في صفحة "أوتسن" الخاصة في موقع "لينكد إن"، وهو موقع للتواصل مع الشركات وأرباب الأعمال، نجد أن "مايك فلين" مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، والمتهم بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تلقيه مبالغ مالية من الحكومة التركية للدفاع عنها في واشنطن، هو من الأشخاص الذين يزكّون "ريتشارد أوتسن" المسؤول الحالي في الخارجية الأمريكية والمدافع الشرس عن الحكومة التركية.
ويقول "روبين" إن طبيعة الرئيس ترامب الذي يتجاهل البروتوكولات الدبلوماسية دفعته لتجاهل محاولات جيفري الكثيرة للتأثير على مصالح الولايات المتحدة، وهو الأمر ذاته أكده الصحفي الأميركي، سيث فريزمان، الذي قال لـ"نورث برس" إن ترامب لم يستشر جيفري في الملف السوري في أي وقت من الأوقات.
وكذلك تحدث مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترامب، جون بولتون، في كتابه الصادر مؤخراً عن خارطة كان يحملها جيفري ويقترح فيها السماح لتركيا باحتلال كامل الحدود السورية-التركية، إلا أن ترامب تجاهل خارطة جيفري ولم يرها أبداً، بحسب "بولتون".
لكن روبين قال أيضاً إن مسألة عدم التفات ترامب للمستشارين والناصحين توقِع الولايات المتحدة في المزيد من المشاكل، فاستماع ترامب لأردوغان "الكاذب" و"غير الموثوق به"، ثم اتخاذ القرارات تجاه المنطقة كان أمراً خطيراً قاد الى تدمير الاستراتيجيات الأمريكية في سوريا وغيرها من الدول في عهد الرئيس ترامب، بالإضافة الى تواجد أشخاص مثل جيفري، على حدّ قول المسؤول السابق في (البنتاغون).