اسطنبول/ بنغازي ـ نورث برس
قلل رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، خالد الترجمان، السبت، من فرص نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في السعي لكسب الود الأمريكي وتأمين الغطاء الدولي له وغض الطرف عن تدخله العسكري في ليبيا.
كلام الترجمان جاء في تصريح خاص لـ "نورث برس"، تعليقاً على ما ذكرته الرئاسة التركية في بيان مؤخراً، حول اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره أردوغان، بحثا خلاله أبرز المستجدات وخاصة الملف الليبي.
وأشارت الرئاسة التركية إلى أن "الطرفين اتفقا على التعاون الوثيق من أجل تحقيق استقرار دائم في ليبيا".
غض الطرف
وقال "الترجمان" إن "الأيام القادمة ربما ستكون حبلى بكثير من الأحداث، ومسألة محاولة إيجاد أردوغان غطاء بالنسبة له يحميه على الأقل دولياً لغض الطرف عما سيقدم عليه من مغامرة باتجاه خليج سرت وباتجاه الموانئ والحقول النفطية من سرت حتى جدابيا، وهذا أمر يعلمه أردوغان تماماً أنه محفوف بالمخاطر ومحفوف بالقدرات المصرية والتصدي المصري لهذه التقدمات".
وأضاف أن "محاولة خطب ود أمريكا تأتي في نفس الإطار الذي من خلاله تم غض الطرف عما فعله بعد مؤتمر برلين من تأكيد وجوده العسكري في طرابلس الغرب على الأرض، من خلال المرتزقة وغرف العمليات والجنرالات الأتراك، بالإضافة للسلاح الذي كدسه من مدرعات ودبابات ومدفعية بعيدة المدى، بالإضافة للطيران المسير ومنظومات الدفاع الجوي والتشويش وغيرها".
وأشار إلى أن "ما تم استهدافه في قاعدة الوطية الجوية خير دليل على نوعية السلاح الذي يكدسه في طرابلس لتحقيق حلمه بالسيطرة على شمال إفريقيا بالكامل".
التماهي بالموقف التركي
ولا يقتصر الأمر على المحاولات التركية لشد الطرف الأمريكي إلى صفها بتدخلها في ليبيا، بل تحاول حكومة "الوفاق الوطني" التي يترأسها فايز السراج والمدعومة من تركيا، التماهي في المواقف التركية لكسب ود الطرف الأمريكي.
ووصف "الترجمان" تلك المحاولات التركية بأنها "عبثية" وأن أمريكا لن تهتم لكل هذه المحاولات التركية.
وقال إن "هذه المحاولات بالنسبة لتركيا عبثية لأن أمريكا أولاً لا تهتم بالملف الليبي ذلك الاهتمام الذي يجعلها تعطيه أكثر من حجمه، ولكن ربما ما يهم أمريكا هو الصراعات الأوروبية حول ليبيا وكيفية إدارة هذه الصراعات".
ورغم تحول التطورات من أرض الميدان إلى الأروقة الدولية ومحاولة التوصل لحل ينهي الحرب الدائرة في ليبيا، إلا أن الميدان يبدو أنه على صفيح ساخن، في كل المؤشرات التي تدل على أن الجيش الليبي يعد العدة لفتح معركة سرت وفك الحصار المفروض عليها من القوات المدعومة من تركيا، في ظل تجهيز التعزيزات العسكرية بانتظار ساعة الصفر، في حين يرى مراقبون أن تلك المعركة ستقلب الموازين لصالح الطرف الذي سيتمكن منها.
كسر عظم
وفي هذا الصدد قال "الترجمان" إن "معركة سرت إن حدثت فأعتقد هي معركة كسر عظم خلال الفترة القادمة، والتي ربما ستكون نهايتها هي نهاية لأردوغان في صحراء ليبيا".
وقال، "لا أظن أن أردوغان سينجح في هذا المسعى لكسب ود أمريكا على حساب دول أوروبية تلعب دورها في المشهد الليبي، وعلى حساب أمن واستقرار المنطقة".