القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
كشف تقرير حديث نشرته صحيفة "صومال جارديان"، عن أن أنقرة نقلت "مرتزقة صوماليين" إلى ليبيا، للقتال في صفوف "الميلشيات" التابعة لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج.
ولم تكتف أنقرة بإرسال "مقاتلين" سوريين إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق والميلشيات المسلحة المقاتلة إلى جانبها في طرابلس، بل إنها لجأت إلى تحريك أذرعها في بعض المناطق الأخرى، التي يظهر فيها النفوذ التركي بشكل أو بآخر، من بينها اليمن، والتي نقلت تقارير إعلامية محلية وشخصيات سياسية -قبل أسابيع- أنباءً مصحوبة بفيديوهات عن نقل مقاتلين يمنيين إلى ليبيا، ومؤخراً تم الكشف عن استقطاب أنقرة لمقاتلين صوماليين أيضاً لدعم عناصرها في ليبيا.
وتستغل تركيا نفوذها في القارة السمراء، والظروف الصعبة التي يعاني منها الصوماليون، في استقطاب مقاتلين "مرتزقة" للقتال في ليبيا إلى جوار نظرائهم من السوريين المدعومين من أنقرة، وذلك ما كشف عنه تقرير حديث نشرته صحيفة "صومال جارديان"، والتي قالت إن أنقرة نقلت "مرتزقة صوماليين" إلى ليبيا، للقتال في صفوف الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج.
وحددت الصحيفة ذاتها في التقرير المشار إليه عدد المقاتلين الصوماليين الذين تم تجنيدهم بحوالي "ألفي مقاتل"، في انتظار أن ينتشروا في صفوف القتال في ليبيا. في الوقت الذي تحشد فيه تركيا قواها لمواجهة نذر مواجهة محتملة مع القاهرة التي هددت بالتدخل المباشر في ليبيا حال أقدمت تركيا على تجاوز الخط الأحمر الذي سبق وحدده الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مُمثلاً في (سرت والجفرة).
وطبقاً للباحث في شؤون الجماعات المسلحة، منير أديب، فإن "القارة السمراء في خطر"، وهو الخطر الناتج عن التدخلات التركيّة والقطرية.
ولفت إلى كون أنقرة قد أنشأت من جانبها قاعدة عسكرية في الصومال في العام 2017 (سبق ذلك إنشاء قاعدة قطرية في مقديشو)، تُطل تلك القاعدة القطرية على خليج عدن، وتصل مساحتها إلى /400/ هيكتار. وذلك في إطار اتفاقية عسكرية تركية صومالية شاملة.
وأفاد التقرير، بأن أنقرة قامت مؤخراً بإرسال مقاتلين من الصومال من أجل دعم مقاتليها في ليبيا والسوريين المدعومين من تركيا، موضحاً أن الأنباء تشير إلى أن "بعض هؤلاء المقاتلين الصوماليين كانوا قد حصلوا على الجنسية القطرية، والبعض الآخر تم استغلال ظروفهم المالية الصعبة من أجل تجنيدهم للالتحاق في صفوف القتال".
وتحدث الباحث المصري في السياق ذاته، عن اهتمام النظام التركي الحالي، بقيادة رجب طيب أردوغان، بالتوسع في ليبيا، مستخدماً سلاح الاستثمارات بشكل لافت، لتصل الاستثمارات إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وعلى رغم رسائل أنقرة فيما يخص عدم رغبتها في خوض مواجهة مع القاهرة، فإن تركيا تحشد قواها تمهيداً لمعركة "سرت" التي تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للتدخل التركي في ليبيا، وهي معركة إن نشبت فإنها تقود إلى مواجهة أكثر قوة مع القاهرة التي تتأهب من الناحية الاستراتيجية الغربية لأي تجاوز تركي للخط الأحمر.
ويصل عدد المقاتلين السوريين المنخرطين في صفوف الميليشيات الليبية في طرابلس بدعم تركيا، إلى /16500/ مقاتل، طبقاً للمعلومات التي ساقها المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي كشف عن أن /400/ مقاتل جديد انضموا لصفوف القتال فيما عاد إلى سوريا نحو /250/ آخرين مؤخراً، موضحاً أن عدد القتلى في صفوف السوريين في ليبيا بلغ /480/ شخصاً من بينهم /34/ طفلاً.