زيارة مفاجئة لـ”مخرب الثورات العربية” لحكومة الوفاق في ليبيا.. ومحلل روسي يكشف السر
اسطنبول ـ نورث برس
فاجأت الزيارة التي أجراها الأكاديمي والإعلامي والسياسي اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي، والملقب "بعرَّاب تخريب الثورات العربية" وعاقد "الصفقات القذرة"، و"الأفعى السامة"، إلى مناطق سيطرة حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من تركيا، شريحة واسعة من الليبيين، معربين عن استغرابهم من استقبال من كان ساهم بشكل كبير في القرار الفرنسي بالتدخل في ليبيا ضد معمر القذافي في 2011، واصفين تلك الزيارة بـ"الغامضة".
وفي وقت نفت فيه حكومة "الوفاق" علمها بتلك الزيارة، وقالت في بيان إنه "لا علاقة ولا علم لها بالزيارة ولم يتم التنسيق معها بشأنها، وأن التحقيق جار لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها"، معتبرة أن ما حصل هو "خرق يجب ألا يتكرر مستقبلاً".
خطوة لضرب ماكرون
ويأتي الجدل الواسع لدى شريحة واسعة من الليبيين بسبب موقف فرنسا الداعم للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وحالة الاستغراب من إدخال شخص مؤيد إلى مناطق تسيطر عليها القوات المعارضة لحفتر، لافتين إلى أن ما يجري تقف خلفه تركيا وقطر لضرب الرئيس الفرنسي ماكرون في عقر داره عن طريق تلك الشخصية التي لها وزنها وثقلها لدى الرأي العام العالمي.
من جهته نشر "برنارد هنري" تغريدة على حسابه في "تويتر" قال فيها إنه "في ترهونة لإنجاز تقرير حول المقابر الجماعية"، مدعياً أن دخوله للمنطقة على أنه صحفي لإحدى وسائل الإعلام الأوروبية، إلا أن اللافت في الأمر هو الحراسة المشددة التي رافقته من قبل أشخاص ملثمين مجهولي الهوية.
وطالبت الكثير من الشخصيات المؤيدة لحكومة "الوفاق" توضيح سبب تلك الزيارة، خاصة وأن بيانها الأخير بعدم علمها بتلك الزيارة لم يكن مقنعاً لكثيرين.
أسباب الزيارة المفاجأة
وكشف رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، المحلل السياسي الروسي"دينيس كوركودينوف" لـ "نورث برس"، تفاصيل عن تلك الشخصية التي زارت الحكومة المدعومة من تركيا في ليبيا.
وقال إن "سبب زيارته إلى ليبيا هو الحاجة إلى إعادة تجهيز القوات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني على خلفية الحملة العسكرية المقبلة لمصر، بالإضافة إلى ذلك، يقوم هنري برنارد ليفي، متحدثًا نيابة عن الخدمات الخاصة الفرنسية، بجمع معلومات استخبارية ضرورية من أجل استخدام هذه المعلومات لاحقًا ضد الجيش الوطني الليبي".
وفيما يتعلق بسبب نفي حكومة "الوفاق" المدعومة من تركيا علمها بتلك الزيارة قال "كوركودينوف" إن "الحكومة الوطنية التوافقية تنفي الاتصال ببرنارد هنري ليفي، لأنه يقوم بتهريب أسلحة بشكل غير قانوني لها".
وكشف المصدر، عن تفاصيل تتعلق بتلك الشخصية الفرنسية المثيرة للجدل كونه على معرفة به، وقال إن "برنارد هنري ليفي استراتيجي سياسي فرنسي و"بارون أسلحة"، ومؤلف نظرية التدخل العسكري. وهو المبادر والملهم الإيديولوجي للضغوط العسكرية الفرنسية على إسرائيل وليبيا وسوريا وروسيا".
وأضاف أنه "في أحداث الثورة الأوكرانية، عمل كأيديولوجي رئيسي واستراتيجي سياسي في بترو بوروشينكو، وفي فبراير 2014، في كييف، ألقى خطاباً فاضحاً لدعم الأوكرانية ميدان، وفي وقت لاحق شكل هذا الخطاب الذي أدلى به برنارد ليفي أساس مقال نشر في صحيفة "لوموند" بعنوان "نحن جميعًا أوكرانيون"، ومنذ عام 2015، كان أحد مؤسسي وكالة التحديث الأوكرانية، وكان الغرض من إقامته على أراضي أوكرانيا في عام 2014 هو مساعدة أنصار "القطاع الأيمن" في تطوير استراتيجية للقمع العسكري للاتحاد الروسي".
وتابع أنه "من بين أمور أخرى ووفقاً لمعلومات من مصادر مختصة، فإن برنار هنري ليفي هو مورد دولي للأسلحة وبفضل مساعدته النشطة، تلقى المشاركون في الميدان الأوكراني في عام 2014 أسلحة من دول أوروبية، اعتادوا على القيام بها بانقلاب، واليوم موجود في ليبيا بدعوة من حكومة الوفاق الوطني".
ويرى مراقبون أن زيارة "هنري برنارد" تتزامن مع اللقاء الذي أجراه رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول، مرجحين أن تكون تلك الزيارة لهذه الشخصية الفرنسية تأتي بضوء أخضر تركي بهدف التنسيق لشحنات الأسلحة، إضافة لكسب أطراف تنقلب على الموقف الفرنسي الرافض للتدخل التركي في ليبيا.